أن إله سفر التكوين أما أن يكون قاسياً أو ذا قدرة محدودة. وعلى هذا شرح بيل في كثير من التعاطف والقوة مفهوم المانوية من الهين، للخير والشر (النور والظلام) يتصارعان للسيطرة على العالم وعلى الناس. وبما أن "البابويين والبروتستانت متفقون على أن قلة ضئيلة من الناس هي التي تنجو من العقاب السرمدي "فقد يبدو أن الشيطان سيكسب المعركة ضد المسيح، وفوق ذلك، فإن انتصاراته أبدية لأن رجال اللاهوت يؤكدون لنا أنه لا منجاة من النار. وحيث أنه عناك، أو سيكون هناك، في الجحيم عدد من الأنفس أكبر مما هو في الجنة، "فإن الذين في الجحيم سيلعنون دوماً اسم الرب، فإن المخلوقات التي تكره الرب ستكون أكثر ممن يحبونه:. وانتهي بيل، في خبث، إلى القول "ينبغي ألا نركن إلى المانوية حتى نقر أولاً مبدأ الرفع من شأن الإيمان والعقيدة والانتقاص من قدر العقل (٢٦).
وعبرت مقالة بيل عن "بيرهو" عن الشكوك في التثليث، "لأن الشيئين اللذين لا يختلفان عن ثالث، لا يفترق الواحد منهما عن الآخر (٢٧). أما بالنسبة لتحويل الخبز والنبيذ-لا يمكن أن ودمه، فإن أحوال المادة-ومن ثم ظهور الخبز والنبيذ-لا يمكن أن توجد بدون المادة التي تعدل منها (٢٨). وبالنسبة لتراث كل الناس في خطيئة آدم وحواء، يقول بيل: "ما دام المخلوق غير موجود فلا يمكن لأن يكون شريكاً في عمل خاطئ (٢٩). ولكنه وضع كل هذه الشكوك على ألسنة آخرين غيره، ثم استنكرها هو باسم الدين. واقتبس بيل "باعتبار أن هذا من أشد ما قال المارقون زيفاً" أن "الدين ليس إلا مجرد بدعة من عمل الإنسان، ابتدعها الملوك ليلزموا رعاياهم بالطاعة والإذعان لهم (٣٠). وفي المقال الذي كتبه عن سبينوزا تعمد أن يتهم اليهودي الذي يعتنق مذهب وحدة الوجود بالإلحاد، ومع ذلك فإنه لا بد أنه عثر عند هذا الفيلسوف على شيء يسحر لبه ويستوقف نظره، لأن هذا أطول مقال في القاموس. وزعم بيل أنه يؤكد لرجال اللاهوت من جديد أن كل هذه الشكوك التي أوردها في كتابه لا تهدم العقيدة الدينية-لأن هذه مسائل فوق مستوى عقول الناس (٣١).
وذهب فاجويه إلى أن بيل "ملحد بغير جدال (٣٢) ولكن قد