للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأدواق الشرعيون إلى سابق ترتيبهم وحقوقهم، الأمر الذي أبهج الدوق سان- سيمون، الذي رأس في هذه الخطوة أعظم إنجاز للوصاية، وكانت أسمى اللحظات في "مذكراته".

على أن دوقة مين لم تقبل الهزيمة. فمولت بعض الظرفاء الذين راحوا يخزون الوصي بأهاجيهم اللاذعة. واحتمل هذه السهام بصبر القديس سبستيان، اللهم إلا "الفليبيات" وأهاجي "الأشياء التي شاهدتها" المنسوبة لفولتير. وفي ديسمبر ١٧١٨ اشتركت الدوقة في مؤامرة مع كيلامار، السفير الأسباني، وألبيروني رئيس الوزراء الأسباني، والكردينال ملشيور دبولنياك، للإطاحة بالوصي وتنصيب فليب الخامس الأسباني ملكاً على فرنسا، على أن يكون الدوق مين كبير وزرائه. وكشف أمر المؤامرة، وطرد السفير، وزج بالدوق والدوقة في سجنين منفصلين، وأفرج عنهما في ١٧٢١. وادعى الدوق أنه يجهل أمر المؤامرة. وعادت الدوقة إلى بلاطها ومؤامرتها في سو.

في وسط هذه المضايقات، وفي نطاق التقاليد وعلى قدر ما سمح به خلقه الشخصي، قام فليب ببعض الإصلاحات المعتدلة. فشق في حكمه القصير من الطرق أكثر مما شق في نصف القرن الذي حكمه لويس الرابع عشر. ووفر ملايين الفرنكات بتركه قصري مارلي وفرساي، واحتفاظه بحاشية متواضعة العدد. وقد بقي الكثير من ابتكارات "لو" ممثلاً في جباية للضرائب أشد قصراً وأكثر رحمة، وفي طرد الجباة المتهمين بالفساد أو التبديد. وفكر فليب في ضريبة دخل تصاعدية: وجربها في نورمندية، وفي باريس، وفي لاروشيل، ولكنها أبطلت بموته المبكر. وقد جاهد ليبقي فرنسا بنجوة من الحرب، فسرح آلاف الجند، ووطنهم في الأراضي غير المزروعة. وأسكن الباقين في ثكنات بدلاً من أن يسكنهم في بيوت الشعب. وبنظرة سمحة فتح أبواب جامعة باريس والمكتبة لجميع الطلبة المؤهلين دون أجر، ودفعت الدولة مصروفات تعليمهم (٤١). وأعان بمال الدولة الأكاديمية الملكية للعلوم، والأكاديمية الملكية للمأثورات والآداب البحتة، والأكاديمية الملكية للعمارة، ومول نشر المؤلفات العلمية، وأنشأ في اللوفر أكاديمية للفنون الميكانيكية نهوضاً بالاختراع والفنون الصناعية (٤٢). وأجرى