الزواج يقود إلى الحب أو الحب إلى الزواج، وحتى في الزنا لم يكن هناك كبير ادعاء للحب. على أن العهد لم يخل من زوجين وفيين يتألقان كأنهما استثناء جريء للقاعدة وسط هذا الحشد الفاسق، مثال ذلك دوق ودوقة سان-سيمون، وكونت وكونتيسة تولوز، ومسيو ومدام لون، ومسيو ومدام بونشارتران، ومسيو ومدام بيل-ايل. وتحولت الكثيرات من الزوجات المستهترات إلى جدات هادئات مثاليات وأنكفأ بعضهن، بعد أن بليت مفاتنهن من كثرة التداول، إلى أديرة مريحة حيث يفرغن لأعمال البر ويعلمن الحكمة للراهبات.
ومن أجرأ نساء عصر الوصاية كلورين الكساندرين دتنسان، التي أطلقت فجأة من الدير وهي في الثانية والثلاثين إلى سلسلة متلاحقة من العلاقات الغرامية. وكان لها أعذارها: فأبوها زير نساء موفق ورئيس برلمان جرينويل، وأمها لعوب طائشة، وكلودين ذاتها كانت واعية بجمالها الذي يتلهف على أن يباع. وكانت أختها الأكبر منها، مدام دجروليه، لا تقل عنها كثيراً في فوضى علاقاتها الغرامية، وقد قالت في اعترافها على فراش الموت حين بلغت السابعة والثمانين معللة مسلكها "كنت شابة، وكنت جميلة، وكان الرجال يقولون لي ذلك فأصدقهم، وعليكم أن تحزروا الباقي بعد هذا (٦١) ". ورسم أخو كلودين الأكبر منها قسيساً، وشق طريقه إلى قبعة الكردينالية وإلى منصب رئيس أساقفة ليون متوسلاً إلى هدفه بالعديد من النساء، أما الأب فأدخل كلودين ديراً في منفلوري ليوفر مهرها. هنالك ظلت متبرمة ستة عشر عاماً في حياة تقوى فرضت عليها كرهاً. وفي ١٧١٣، حين بلغت الثانية والثلاثين، هربت واختبأت في حجرة الشفالييه ديتوش، وهو ضابط في المدفعية، أصبحت بمعونته (١٧١٧) أم الفيلسوف دالمبير. على أنها لم تتوقع انبعاث "الموسوعة" من هذا الوليد، فتركته على سلم كنيسة سان-جاك-لرون بباريس. وانتقلت إلى ماتيو برايور واللورد بولنبروك ومارك رينيه دفواييه دارجنسون، وبعد أن جلست إلى مثال ينحت لها تمثالاً عارياً (٦٢) فيما روى ارتمت بين أحضان الوصي نفسه. وكان مقامها هناك قصيراً، وقد حاولت أن تحوّل قبلاتها إلى وظيفة كهنوتية ذات إيراد لأخيها المحبوب، وأجاب فليب أنه لا يحب الغواني اللاتي يتحدثن في شئون العمل