مقدس، وفضيلته إلهية. ويعزى سراً تلك القلوب التي يضيئها بنوره، وفي أفدح الكوارث يهبها العون، وإذا كان قد أقام تعليمه على وهم وخداع، فإن من النعم أن نخدع معه".
وفي الختام يدعو الشارع أوراني أن تستقر على رأيي في الدين واثقة كل الثقة بأن الله "الذي وضع الدين الطبيعي في قلبك، لن يسوءه العقل البسيط الصريح. ثقي أن نفس الإنسان البار ثمينة أمام عرشه، في كل زمان ومكان. ثقي أن الراهب البوذي المتواضع، والولي المسلم المعطف، يجدان نعمة في عينيه أكثر مما يجده جانسني (قدري) صارم، أو بابا يلوث الطمع روحه".
ولما عاد فولتير إلى باريس أقام في الأوتيل دبيرنيير بشارع بون وطريق فولتير الحالي (١٧٢٣). وفي نوفمبر ذهب إلى اجتماع للأعيان في الشاتودميزون (على تسعة أميال من باريس)، حيث كانت أعظم ممثلات العصر آدريين لكوفرير ستقرأ تمثيليته الجديدة "ماريان" ولكن قبل أن يحل موعد الحفل أصيب بالجدري، وكان في تلك الأيام يفتك بنسبة عالية من ضحاياه. وكتب وصيته، واعترف، وراح ينتظر الموت. وهرب الضيوف الآخرون، ولكن المركيز دميزون استدعى الكتور جريفيه من باريس "وبدلاً من المنبهات التي تعطى عادة في هذا المرض، جعلني أشرب مائتي باينت من عصر الليمون (١٠٩)" ولعله كان لهذه الأكواب المائتين الفضل في "إنقاذ حياتي". ولم يتماثل للشفاء إلا بعد شهور كثيرة، والواقع أنه بعد هذا كان يعالج نفسه علاج عليل عاجز، يمرض تلك الحياة المتقطعة التي يحياها ذلك البدن الهش الذي فرض عليه أن يؤوي نار صاحبه الأكلة.
وفي ١٧٢٤ بدأ تداول ملحمة الهنريادة سراً بين الصفوة المثقفة. لقد كانت إذاعة سياسية على مستوي ملحمي. واتخذت الملحمة مذبحة القديس برتلميو نصاً لها، وتتبعت الجراثم الدينية خلال العصور؛ الأمهات يقدمن أبناءهن محرقات على مذابح الإله ملخ، وأغا ممنون يتهيأ لتقديم ابنته قرباناً للآلهة التماساً لقليل من الريح، والمسيحيون يضطهدهم الرومان، والمهرطقون يضطهدهم المسيحيون، والمتعصبون