خطابات يشكو حياته عضواً في الحاشية ويفاخر بهذه الحياة. وراح يتحدث في ألفة طبيعية من النبلاء، سواء منهم الشريف والخسيس. ولا شك أنه أسرف في الحديث، وهذا أيسر شيء في الوجود. وحدث ذات ليلة وهو في الأوبرا (ديسمبر ١٧٢٥) أن الشفالييه دروهان-شابو سمعه يسترسل في الحديث في بهو الانتظار فسأله في خيلاء شديدة "مسيو فولتير، مسيو آرويه-ما اسمك؟ " ولا علم لنا بم أجاب الشاعر. وبعد يومين التقيا في الكوميدي-فرانسيز، وأعاد روهان سؤاله. ويختلف الرواة في الجواب الذي أجابه به فولتير، قالت رواية أنه أجاب "إنسان لا يتجرجر وراء اسم عظيم، بل يعرف أن يشرف الاسم الذي يحمله (١١٢) "، وتقول رواية أخرى أنه أجابه "إن اسمي يبدأ بي، واسمك ينتهي بك (١١٣) ". ورفع السيد النبيل عصاه ليضربه، وأتى الشاعر بحركته ليستهل سيفه. وكانت آدريين لكوفرير تشهد المعركة، وكان لها ن حضور البديهة ما جعلها تقع مغشية عليها، وتهادن الخصمان.
وفي ٤ فبراير كان فولتير يتغدى في بيت الدوق صلي، وإذا رسالة تنبئه أن باب القصر من يريد أن يراه، فذهب، وإذا ستة فتاك ينقضون عليه ويضربونه في شيء من الترفق. وحذرهم روهان الذي كان يدير العملية من مركبته قائلاً "لا تضربوا رأسه، فعسى أن يخرج منه شيء صالح (١١٤) ". واندفع فولتير عائداً إلى البيت، وطلب إلى صلي أن يعينه على اتخاذ إجراء قانوني ضد روهان. ولكن صلي أبى. فاعتكف الشاعر في ضاحية أخذ يتدرب فيها على المثاقفة. ثم ظهر في فرساي، مصمماً على المطالبة بـ "ترضية" من الشفالييه. وكان القانون يعد المبارزة جريمة كبرى. وصدر أمر ملكي للشرطة بأن تراقبه، ورفض روهان لقاءه. في تلك الليلة قبضت الشرطة على الشاعر، مما أراح كل من له صلة بالأمر، ووجد فولتير نفسه نزيل الباستيل ثانية. وقال القائد العام لشرطة باريس في تقريره "إن أسرة السجين أثنت بالإجماع … على حكمة الأمر بمنع الشاب من ارتكاب حماقة جديدة (١١٥) " وكتب فولتير للسلطات يدافع عن مسلكه، وعرض أن ينفي نفسه في إنجلترا مختاراً إذا أفرج عنه. وقد عومل كما عومل من قبل. فوفرت له كل أسباب الراحة والرعاية.