للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلح خارجها، وبداخلها ستة ركاب يترنحون. وكانت المركبات تغادر لندن بجدول منتظم صباحين أو ثلاثة في الأسبوع قاصدة كبريات مدن جنوبي إنجلترا، ومعدل سرعتها سبعة أميال في الساعة، ورحلتها من لندن إلى نيوكاسل تستغرق ستة أيام.

وظلت التجارة الداخلية بهذه الطرق المعوقة بدائية على نحو جدير بالتصوير. فكان تاجر الجميلة يرافق عادة جياد الحمل التي تنقل بضاعته من بلد إلى بلد، والباعة الجوالون يسرحون بسلعهم منم بيت إلى بيت. أما الحوانيت فتميز عن البيوت بعلامات أهمها اللافتات الحافلة بالألوان، وتحفظ السلع بداخلها، وليس هناك عادة "أي عرض في الفترينات". وكل متجر تقريباً متجر عام لمختلف السلع، مثال ذلك أن "الخردجي" كان يبيع الثياب، والعقاقير، والمصنوعات الحديدية، والبدال سمي باسم grocer لأنه يبيع بالجملة gross؛ فالبدال هنري كوارد مثلاً كان يبيع كل شيء من السكر إلى المسامير. وكان لكل مدينة يوم ساق يعرضه فالتجار- إذا سمح الجو- عينات من بضائعهم. ولكن المراكز الكبرى للتجارة الداخلية كانت الأسواق السنوية التي تنعقد في لندن، ولين، وبوسطن، وجينزيورو، وبفرلي، وأهم منها كلها ستوربردج. في هذه الأسواق، في أغسطس وسبتمبر من كل عام، كانت تقوم مدينة حقيقية لها حكومتها وشرطتها ومحاكمها، تتوفر فيها كل منتجات الصناعة الإنجليزية تقريباً، ويلتقي فيها رجال الصناعة من جميع أرجاء الجزيرة ليتبادلوا الحديث عن الأسعار والنوعيات والكوارث.

وكانت التجارة الخارجية بسبيلها إلى التوسع لأن بريطانيا تسلطت على البحار. وزادت الصادرات إلى أكثر من مثيلها قيمة وكمية في النصف الأول من القرن، وارتفعت حمولة السفن المبحرة من الثغور الإنجليزية من ٣١٧. ٠٠٠ طن في عام ١٧٠٠ إلى ٦٦١. ٠٠٠ في عام ١٧٥١ إلى ١. ٤٠٥. ٠٠٠ في عام ١٧٨٧ (٢٣). وضاعفت لفربول حجمها وأرصفتها كل عشرين سنة. وأقبلت الواردات من عشرات الأقطار لتداعب أحلام الأغنياء أو بطونهم، أو تزين تسريحات كرائم السيدات بالعطور ومساحيق التجميل التي تخلب الألباب. وبلغت