الذي يأكله الإنجليزي في جلسة واحدة. وكان معظم الطعام في الطبقتين العليا والوسطى من اللحم، أما الخضر فزخرف لا يؤبه به؛ والبودنج الدسم هو التحلية المفضلة والشاي شراب الجميع وإن كان ثمن الرطل منه عشرة شلنات. وكن عشاء التاسعة مساء مسك الختام لمنجزات اليوم.
وكان أكثر الإنجليز يلوذون بأمان بيوتهم في الليل، ويتسلون بالحديث والشرب والشجار والقراءة والموسيقى والرقص والشطرنج والداما والبليارد والورق. قالت دوقة ملبره "بربك لا تحدثني عن الكتب فكا ما أعرف من كتب هم الرجال والورق (٨٨) ". وكان الأساقفة والقساوسة، وحتى الوعاظ المتزمتون من أتباع المذاهب المنشقة على الأنجليكانية، يلعبون الورق، وكذلك الفلاسفة، فندر أن مضى هيوم إلى فراشه دون أن يلعب دوراً من الهويست (وهو البردج الآن). وفي ١٧٤٢ نسق أدموند هويل قوانين الهويست في "رسالة موجزة" وبعدها وجب أن تلعب اللعبة "وفق قوانين هويل"، وذلك حتى عام ١٨٦٤. وكانت الحيوانات البيتية الأليفة ضرورة في الأسرة، ولا تقتصر على الكلاب والقطط، بل قد تجد هنا وهناك نسناساً أو اثنين (٨٩). وكل امرأة تقريباً تربي الأزهار، ولكل بيت تقريباً حديقة.
وجعلت إنجلترا من تصميم الحدائق غراماً قومياً، وهي التي أغدقت عليها الطبيعة نعمة المطر حتى ضاقت به. ففي عهد تشارلز الثاني كانت الحدائق الإنجليزية تنسج على منوال النماذج الفرنسية-لا سيما فرساي-، فتصمم الحدائق "النظامية" على خطوط هندسية، سواء المستقيمة أو المستطيلة أو نصف القطرية أو الدائرية، ويوفر لها الأفق الجميل والمنظور الرائع (وقد دخلت هذه الألفاظ الثلاثة perspective, vista, picturesque اللغة الإنجليزية في القرن السابع عشر)، والأشجار ومنابت الشجيرات، والسياجات المقلمة في خط منسق، والتماثيل الكلاسيكية الموزعة توزيعاً متناسقاً. وكانت حدائق اللهو بفوكسهول ورينلاج تصمم على هذا النحو، ونستطيع أن نجد عينة من هذا الطراز النظامي اليوم في هامتن كورت. ومع أن الطراز كان منسجماً مع أدب "العصر الأوغسطي" الكلاسيكي الجديد، فإن خير