ممثلي ذلك العصر من الأدباء، وهما أديسون وبوب، تمرداً على الحديقة النظامية، وألحا بأدب في المطالبة بـ "حديقة طبيعية"، تترك على الأقل جزءاً من سخاء الطبيعة وخصبها دون تشذيب أو تهذيب، وتولد المفاجآت البهيجة باحتفاظها بشذوذات الطبيعة غير المتوقعة. وشاركت التأثيرات الصينية في هذا التمرد، فحلت هياكل الباجودا محل التماثيل في بعض الحدائق، وبنى دوق كنت في حدائقه بكيو بيتا لكونفوشيوس. وكامنت الحديقة الطبيعية انعكاساً لطومسن وكولنز العاطفيين أكثر من أديسون المحتشم وبوب المتأنق المرتب؛ وشاركت هذه الحديقة "شعراء الوجدان" في سوبرانو "رومانسي" لباص كلاسيكي. واتفق بوب وطومسن في إطراء الحدائق التي صممت على ضيعة "ستو" التي يملكها رتشرد تمبل، فيكونت كوبم. وكان تشارلز بردجمان قد بدأها على تصميم نظامي. فأعاد وليم كنت ولانسلوت "كيبابليتي" براون تشكيلها وفق نمط طبيعي، فأصبحت حديث هوادة فلاحة البساتين في إنجلترا وفرنسا، وظفرت بثناء جان جاك روسو.
ومن وراء الحدائق انسابت النهيرات يجدف فيها ركاب الزوارق ويحلم عندها هواة الصيد الكسالي باقتناص السمك، والغابات يطلق فيها الرجال رصاصهم على الديوك البرية أو القطا أو الحجل أو الدجاج البري، أو يتبع فيها الصيادون ذوو الأردية القرمزية كلابهم ليلحقوا بالثعلب المحاصر في ركن أو الأرنب البري المرهق. أما البريطانيون الأقل يساراً فيتسلون بالكريكت والتنس والفايف (كرة اليد) والبولنج (الكرات الخشبية) وسباق الخيل، وقتال الديكة، وتحريش الكلاب بالدببة، ومباريات الملاكمة-بين النساء أو بين الرجال على السواء. وكان المتكسبون بالملاكمة أمثال فج وبايبر معبودي كل الطبقات، يجتذبون إلى الحلبة الحشود الكبيرة، ويتلاكمون-إلى عام ١٧٤٣ - بقبضاتهم عارية بغير قفازات؛ ثم أدخل استعمال قفازات الملاكمة، ولكن سنين كثيرة انقضت قبل أن يغير المتفرجون رأيهم فيها، وهي أنها ليست سوى وسيلة مخنثة لا تليق بجون بول. وكان من الملاهي التي أعلن عنها في لندن في ١٧٢٩ - ٣٠