"ثور هائج ترشق فيه الصواريخ ويطلق حراً" في حلبة، و "كلب ترشق فيه الصواريخ من فوقه، ودب يطلق في الوقت ذاته، وقد يربط إلى ذيل الثور (٩٠) ". وفي لعبة سموها "قذف الديوك" كان ديك يربط إلى عمود، ثم يقذف بالعصي من بعيد حتى يموت. وكانت أحب مباريات الديكة إلى الشعب تلك التي تطلق فيها مجموعة منها تصل إلى ستة عشر ديكاً على مجموعة أخرى معادلة حتى يقتل كل الديكة في أحد الجانبين، ثم تقسم الديكة المنتصرة إلى معسكرين متقاتلين، يقتتلان حتى يفنى جميع الديكة في أحدهما، وهكذا دواليك حتى يموت الجميع إلا ديكاً واحداً. وكانت الأقاليم والمدن والقرى تحرش ديوكها بعضها ببعض وطنية رفيعة، وقد أطرى كاتب لطيف هذه الرياضات باعتبارها معادلاً أخلاقياً للحرب (٩١). وكانت كل الرياضات تقريباً تشفع بالمراهنات.
أما الذين لم ترقهم هذه المناظر فكان في وسعهم أن يلتمسوا التسلية في فوكسهول أو رينلاج، ففي حدائقهما الظليلة يستطيعون لقاء شلن أن يستمتعوا بما تستشعره الجماهير من دعة وأمان شريطة أن يحرصوا على جيوبهم، هناك يستطيعون أن يرقصوا أو يشاركوا في الحفلات التنكرية، ويجلسوا تحت أغصان مضاءة بالمصابيح، أو يرشفوا الشاي ويرقبوا سيدات المجتمع وفتيان العصر ونجوم المسرح العابرين بهم، ويتطلعوا إلى الصواريخ النارية أو الألعاب البهلوانية، ويستمعوا إلى الموسيقى الشعبية، ويتناولوا الطعام في أبهة رسمية، أو يلتمسوا المغامرات في أزقة العشاق المتوارية عن الأنظار في شكر وعرفان. وفي رينلاج، تحت سقف قاعة "الروتندا" الكبرى، كانوا يستطيعون أن يرقوا بأنفسهم إلى موسيقى أسمى في وسط قوم من طبقة أوجه. كتب هوراس ولبول في ١٧٤٤ يقول "في كل ليلة أذهب إلى رينلاج التي هزمت فوكسهول هزيمة ساحقة، فما من إنسان يذهب إلى غيرها، وكل الناس يذهبون هناك (٩٢) ". وكانت فوكسهول ورينلاج تغلقان أبوابهما شتاء، ولكن الأنهار قد تتجمد، وهنا تزده رياضات الشتاء. وحدث في عيد ميلاد ١٧٣٩ أن تجمدت الأنهار حتى التيمز، وأبدى اللندنيون روحهم العالية بتنظيم كرنفال من الرقص والأكل على الجليد، واستمتع بعضهم بنشوة ركوب العربات على النهر من لامبث إلى كوبري لندن (٩٣). وأخيراً كان هناك المهرجانات الكبيرة حيث يلتقي المرء