للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(استعمال من يصلح له من الناس). وما من سبيل إلى الحصول على هؤلاء الناس إلا أن تكون أخلاق (الحاكم) نفسه صالحة" (١٣٦).

وأي شيء لا تستطيع الوزارة المؤلفة من الرجال الأعلين أن تعمله في جيل واحد لتطهير الدولة والارتفاع بالشعب إلى مستوى عال من الحضارة؟ (١٣٧) - إن أول ما يحرصون عليه ألا تكون لهم قدر المستطاع علاقات خارجية، وأن يعملوا على أن يكتفوا بغلاتهم عن غلات غيرهم، حتى لا تشن أمتهم الحرب على غيرها من الأمم للحصول على هذه الغلات، ثم يقللون من ترف بطانة الملوك ويعملون على توزيع الثروة في أوسع نطاق لأن "تركيز الثروة هو السبيل إلى تشتيت الشعب، وتوزيعها هو السبيل إلى جمع شتاته" (١٣٨)، ثم يخففون العقاب وينشرون التعليم العام لأن "التعليم إذا انتشر انعدمت الفروق بين الطبقات" (١٣٩).

ويشير كنفوشيوس بألا تدرس الموضوعات العليا لذوي المواهب الوسطى، أما الموسيقى فيجب أن تعلم للناس أجمعين.

ومن أقواله في هذا: "إذا أتقن الإنسان الموسيقى، وقوم عقله وقلبه بمقتضاها وعلى هديها، تطهر قلبه وصار قلباً طبيعياً، سليماً، رقيقاً، عامراً بالإخلاص والوفاء، يغمره السرور والبهجة .. وخير الوسائل لإصلاح الأخلاق والعادات .. أن توجه العناية إلى الموسيقى التي تعزف في البلاد (١) .. والأخلاق الطيبة والموسيقى يجب ألاّ يهملهما الإنسان .. فالخير شديد الصلة بالموسيقى والاستقامة تلازم الأخلاق الطيبة على الدوام" (١٤٠).

وعلى الحكومة أن تُعنى أيضاً بغرس الأخلاق الطيبة، ذلك أن الأخلاق إذا فسدت فسدت الأمة معها (٢). وآداب اللياقة هي التي تكون على الأقل


(١) قال دانيل أوكنل: "دعوني أكتب أغاني الأمة، ولست أبالي بعد ذلك من يسن شرائعها".
(٢) قارن هذا بقول المرحوم شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا. (المترجم)