"أبيوس وفرجينيا" فقد خيل إليه أنه المذموم في أبيات بوب الطائشة:
"ولكن أبيوس يحمر لكل كلمة تقولها
ويحملق حملقة رهيبة بعين مهددة
وكأنه طاغية متوحش مرسوم على قطعة نسيج قديمة (٨) "
فرد عليها بكتابة "تأملات نقدية وهجائية"(١٧١١). وقد انتقى عيوباً حقيقية في فكر بوب وأسلوبه، وعرضها في إطار مقذع. فوصف بوب بالمنافق القبيح الذي خلق على شكل قوس كيوبيد أو ضفدع أحدب، وهنأه على أنه لم يولد في اليونان القديمة، وألا لألقت به عارياً بعد ولادته لقبحه (٩). ولعق بوب جراحه وترقب فرصته.
ثم تابع نجاحه بنشر قصيدته "اغتصاب خصلة شعر"(١٧١٢) وكانت تقليداً سافراً لقصيدة بوالو Le Lutrin المقرأ (١٦٧٤)، ولكن الناس أجمعوا على أنها فاقت أصلها. وخلاصة الموضوع أن اللورد روبرت بيتر أعرب عن تحمسه للمسز فيرمر بقصة خصلة من شعرها الجميل وهروبه بها، وتلا ذلك فتور بين الغاصب والمغتصبة. واقترح رجل يدعى كاريل على بويل أن أرابلاً قد يهدأ سخطها إذا قص الشاعر القصة في شعر مازح وقدم لها القصيدة. وهكذا فعل، وهكذا انتهى الأمر. فصفحت المسز فيرمر عن اللورد، ووافقت على نشر القصيدة. ولكن بوب وسع الخطة، مخالفاً نصيحة أديسون، وكدسها بعدة من الشعر الملحمي- الهزلي ضمت الكائنات الخرافية: السيلفات، والسمندلات، والحوريات، والأقزام المشاركة في الملحمة؛ وراقت هذه "المليشيا الخيفة للسماء السفلى" خيالات العصر وميوله، ولقيت قصيدة "الاغتصاب" المعدلة استحسان الجميع إلا الشاعر دنيس. وتوقف جورج باركلي في حملته على المادة ليهنئ المؤلف على لدونة ربة شعره. ولباقة بوب النظمية كلها، ومعين أخيلته وعباراته الذي لا ينضب، يجعلان القصيدة تتألق تألق الأحجار الكريمة التي رصعت بها الحسناء "بليندا" شعرها. وهو يصف بخبرة النساء مستحضرات التجميل التي يسلح بها أحد الجان البطلة لحروب الغرام، ويعدد في مرادفات تهكمية ما سيحفل به يومها من جلائل الأمور: