"ترى هل تحطم الحورية (بليندا- أرابيلا) قانون ديانا (قانون العفة)،
أم أن قارورة هشة من الصين سيصيبها شرخ،
أتراها تلوث شرفها، أم ثوبها الموشي الجديد؟
أتنسي أن تتلو صلواتها، أم يفوتها عرض بالأقنعة،
أتضيع قلبها، أم قلادتها، في حفل راقص … (١) "
وتشارك بليندا في ثرثرات جماعة الأشراف، وقمارهم في هامتن كورت، حيث:
"تموت سمعة عند كل كلمة (١١) "؛
ويحشد الشاعر براعته الفنية ليصف لعبة ورق. فإذا انحنت بليندا لتشرب، قصّ البارون القوي خصلتها وهرب (وهذا السيل المتدفق) من البحر العمبقي "الأيامبي iambic" يأخذ بالألباب). فتطارده وقد أخذ الغضب منها كل مأخذ، وتعثر عليه، وتلقي قبضة من النشوق في وجهه؛
"وبغتة تفيض كل عين بالدموع المنهلة
وتردد قبة السماء صدى عطسه (١٢) "
وفي هذه الأثناء يغتصب الأقزام أو السيلفات أو السمندلات الخصلة ويجرونها وفي أثرها سحب الفخر إلى السماوات حيث تصبح نجماً مذنباً يفوق بريقه تلألؤ شعر بليندا.
وقد أبهج هذا كله نبلاء لندن ونبيلاتها، وأنديتها ومقاهيها. ووجد بوب نفسه رجلاً يشيد به الناس أبرع شاعر في إنجلترا، وغدا كل من عداه من الشعراء خصوماً له. ولم يضف جديداً لشهرته بالأبيات المملة التي وصف بها غابة ونزر (١٧١٣)، كذلك لم ينس له الأحرار بعد انتصارهم في ١٧١٤ أنه في تلك القصيدة كشف عن ميوله الكاثوليكية نحو الأسرة المالكة التي سقطت (١٣). ولكنه عاد فأسر جمهوره في ١٧١٧ بنظمه في مقطوعات من بيتين