للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن بوب فعل هذا، إلى درجة استعماله عبارات بعينها من وضع المتشكك الكبير (٣٥)، ولكنه أضاف بعض البقايا المنقذة التي تخلفت عن عقيدته المسيحية. وهكذا أصدر "مقالة عن الإنسان" فصدرت الرسالة الأولى في فبراير ١٧٣٣، والثانية والثالثة في تاريخ لاحق من تلك السنة، والرسالة الرابعة في ١٧٣٤. وسرعان ما ترجم المقال إلى الفرنسية، وأشاد به أكثر من عشرة فرنسيين باعتباره من ألمع ما ألف من جوامع الشعر والفلسفة معاً.

واليوم يذكر هذا المقال أولاً لما حوي من أبيات يعرفها كل إنسان، فلننصب بوب في رؤيتها في إطار فنه وفكره. وهو يستهلها بمناجاة لبولنبروك:

"استيقظ يا قديسي جون: واترك كل التوافه

للطمع الدنيء وكبرياء الملوك.

وما دامت الحياة لا تستطيع أن تهبنا

غير نظرة فيما حولنا يعقبها الموت،

فطوف ببصرك حراً فوق هذا المشهد كله، مشهد الإنسان،

يا له من متاهة هائلة، ولكنها ليست بغير خطة، ..

فلنضرب معاً في هذا الحقل الفسيح،

ولنضحك حيث يجب الضحك، ونتصارح حيث نستطيع المصارحة، ولكن لنبرر طرق الله مع الإنسان (٣٦) ".

"فهل يستطيع الجزء أن يحتوي الكل؟ " فلنكن شاكرين لأن عقلنا حدود ومستقبلنا مجهول:

"فذلك الحمل الذي قضي استهتارك بذبحه اليوم،

لو أوتي عقلك، أكان يطفر ويلهو؟

إنه في ابتهاجه إلى النهاية يقضم طعامه اليانع

ويلعق التي رفعت لتريق دمه (٣٨) ".