لى المشاهد البورجوازية. وقام جورج ليللو بمغامرة مزدوجة؛ أنزل المأساة إلى بيت تاجر، وكتبها نثراً. فترى فيها التاجر الأمين ثوروجود يعتز "بكرامة مهنتنا" ويثق بأنه "لما كان اسم التاجر لا يشين الجنتلمان أبداً، فهو إذن لا يقضيه إطلاقاً عن المجتمع الراقي". والفكرة في المسرحية هي تدمير حياة صبي تاجر على يد غانية أغوته، والموضوع موشي بالحض على مكارم الأخلاق وملفوف في العاطفة الرقيقة. وقد صفقت للمسرحية طبقة وسطى أبهجها أن ترى فضائلها ومثلها العليا معروضة على مسرح بريطاني. ورحب بها ديدرو وحكاها في حملته لإدخال "المأساة البيتية والبورجوازية" في المسرح الفرنسي. ونقل لسنج نبرتها في "الآنسة سارا سامبسن"(١٧٥٥). وهكذا راحت الطبقات الوسطى تؤكد ذاتها في الأدب كما تؤكدها في السياسة.
أما في إسكتلندة، فقد أجج النار تحت قدر الدراما جون هيوم، الذي أغضب زملاءه رجال الدين بكتابته وإخراجه تمثيلية "دجلاس"(١٧٥٦)، وهي أنجح مأساة في زمانها. وقد حياه ابن عمه ديفد هيوم في نوبة من الحماسة المتدفقة لا تكاد تليق بفيلسوف شاك، فقال أنه "تلميذ صادق لسوفوكليس وراسين قد يوفق في الوقت المناسب لتبرئة المسرح الإنجليزي من تهمة الهمجية (٦٤) ". فلما رفض جاريك المسرحية، رتب هيوم، ولورد كيمس (هنري هيوم)، و "المعتدلون" من رجال الدين الاسكتلنديين إخراجها في أدنبرة، وقام ديفد ببيع التذاكر. وكان الحدث نصراً لآل هيوم جميعاً ولباقي إسكتلندة، لأن جون هيوم حول أغنية شعبية اسكتلندية قديمة إلى دراما وطنية ملأت عيون الاسكتلنديين بدموع الفرح، اللهم إلا هيئة شيوخ الكنيسة بأدنبرة، التي نددت بخيوم لأنه جلب العار على ردائه، وذكرته "بالرأي الذي كانت الكنيسة المسيحية تراه دائماً في تمثيليات وممثلي المسرح لأضرارهم بالدين والفضيلة (٦٥) ". قد صدرت اتهامات رسمية لهيوم وقسيس آخر يدعى الكسندر كاريل لحضوره التمثيل. أما ديفد هيوم الذي اضطرم بالغيرة على قريبه فقد أهدى "المقالات الأربع" لابن عمه، وكتب اتهاماً حاراً للتعصب. واستقال جون من قسوسيته، وذهب إلى لندن، وشهد مسرحيته "دجلاس" تخرج، وعلى رأس ممثلاتها بج ووفنجتن (١٧٥٧). هناك أيضاً انتصرت المسرحية، واحتشد