الاسكتلنديون الساكنون لندن ليصفقوا لها، وفي نهاية هذه الحفلة الافتتاحية في لندن هتف اسكتلندي من أعلى المسرح "اخسأوا يا قوم: فما قولكم الآن في ويلي شكسبيركم (٦٦)؟ " وظلت التمثيلية تتردد على المسرح جيلاً بأكمله، مع أنها اليوم ميتة موت تمثيلية أديسون "كاتو". وحين مثلتها المسز سيدونز بأدنبرة في ١٧٨٤، اضطر المجمع العام للكنيسة "إلى توقيت الاجتماع لأعماله الهامة بالتناوب مع أوقات تمثيلها، بحيث يجتمع في الأيام التي لا تمثل فيها (٦٧) ".
أما أطرب نجاح حققه المسرح اللندني في هذه الفترة فكان "أوبرا الشحاذ". وقد بدأ مؤلفها جون جاي حياته صبياً في متجر، وارتقى حتى أصبح سكرتيراً لأيرل كلارندن، وواحداً من أكثر أعضاء نادي "سكربليروس" حيوية ومرحاً. وقد وصفه بوب بأنه:
"دمث الطبع، رقيق العاطفة،
في ذكائه رجل، وفي بساطته طفل؛
مفطور على مرح يخفف من غضبته للحق،
مخلوق ليبهج العصر ويسوطه معاً (٦٨) ".
وقد وضع جاي بصمته على المسرح عام ١٧١٦ بتمثيلية "تريفيا أو فن التسكع في شوارع لندن". فقعقعة عجلات المركبات على أحجار الرصف، والسائقون يستحثون خيلهم بالسوط واللسان، و "الصبية الموحلة" تحمل السمك إلى بلنجزجيت، وهدوء "بل مل" بسيداته المعطرات يتكئن على أذرع العشاق، والسائق يشق طريقه الملتوي وسط مباراة في كرة القدم تسد الشارع، واللصوص المهذبون "يخففون جيبك من أثقاله بأصابع لا تحس"، والحارس الضخم يهدي خطاك المضطربة بمصباحه المرشد إلى طريقه الأمين "ويقودك إلى بايك؛ كل هذا وأكثر منه يجده في تريفيا من يريد أن يتصور لندن في ١٧١٦.
وفي ١٧٢٠ نشرت "قصائد" جاي بنظام الاكتتاب، فوافته بألف من الجنيهات خسرها في انهيار شركة بحر الجنوب. وخف بوب وغيره لنجدته، ولكنه أدرك الثراء من جديد عام ١٧٢٨ بتأليفه "أوبرا الشحاذ". وتقد لنا مقدمتها الشحاذ، الذي يقدم لنا بدوره أوبراه.