للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دروري لين، كانا يقعان في قسم من المدينة، تنشل فيه الجيوب وتحطم الرءوس. وتردد "المجتمع الراقي" في المغامرة بباروكاته وأكياس نقوده هناك.

وسمع آرون هل مدير الفرقة بأن هندل في لندن، فعرض عليه نص أوبرا مأخوذاً عن "تحرير أورشليم" لتاسو. وعكف هندل على العمل بنشاطه الهائل، ونقل في غير تحرج عن ألحانه هو، فلم ينقض أسبوعان حتى أتم أوبرا "رينالدو". فأخرجت في ٢٤ فبراير ١٧١١، وأعيد عرضها أربع عشرة مرة أمام جمهور حافل قبل أن ينتهي الموسم في ٢٢ يونيو. وهاجمها أديسون وستيل، ولكن لندن أقبلت عليها، وتغنت بألحانها في الشوارع، وأكثر ما مس أوتار العاطفة من ألحانها بل يستطيع أن يحرك مشاعرنا حتى في يومنا هذا، لحنان هما اتركني إنني أبكي Lascia Ch'io pianga و Cara Sposa يا زوجتي العزيزة، وقد ربح جون وولش ألفاً وأربعمائة جنيه بنشره أغاني من أوبرا مينالدو، واقترح هندل في سخرية أن على وولش أن يكتب موسيقى الأوبرا القادمة ويترك له نشرها (٤٦). وما لبثت هذه الأوبرا، وهي خير أوبرات هندل، أن أخرجت في دبلن وهامبورج ونابلي، وقد شغلت المسرح في لندن عشرين عاماً.

ومد هندل أجازته حتى بلغت سنة كاملة وهو يرشف نجاحه على مهل، ثم عاد كارهاً إلى هانوفر (يونيو ١٧١١) ولم يكن هناك أسداً في قاعات الاستقبال، بل خادماً في قصر الأمير الناخب؛ وأغلقت دار الأوبرا فترة الموسم، فألف الكونشر توات الكبيرة والكنتاتات، وبينما كان خياله يحلق في سماء الأوبرات. وفي أكتوبر ١٧١٢ استأذن في زيارة أخرى "قصيرة" لإنجلترا. وأذن له الأمير الناخب، ربما هو شاعر أن إنجلترا ستكون على أية حال إقطاعية هانوفرية بعد قليل. ووصل هندل إلى لندن في نوفمبر، ومكث هناك ستاً وأربعين سنة.

وقد حمل معه أوبرا جديدة هي "الراعي الوفي"، التي ما زال استهلالها اللطيف يسحر جونا. وقد أخرجت في ٢٢ نوفمبر، وفشلت. وولفور بدأ موضوعاً آخر وقد حفزه هذا الفشل أكثر مما ثبط همته،