مرتكزة على الحائط: وكانت حجرات الطعام نادرة في فرنسا قبل ١٧٥٠، أما موائد الطعام فكانت تصنع بحيث يمكن بسهولة تمديدها لمضاعفة عدد الجالسين إليها وإزالتها، لأن ضيوف العشاء قد يبلغون عدد كبيراً لا يمكن التنبؤ به. ولم تعد المدافئ من ذاك الطراز الضخم الذي كان قد انحدر من العصور الوسطى إلى لويس الرابع عشر، ولكنها ازدانت بزخرفة مترفة، وفي بعض الأحيان (وهذا مثال نادر للذوق السقيم في هذه الحقبة) كانت تماثيل للمرآة تستخدم بمثابة أعمدة تحمل رفوف المدفأة, وكانت كل التدفئة تقريباً عن طريق مدافئ مفتوحة تسترها حواجز مزخرفة، ولكنا كنا نجد هنا وهناك في فرنسا، كما كان في ألمانيا، موقداً مكسواً بالخزف المزخرف. وكانت الإضاءة بالشموع التي تثبت بمائة طريقة مختلفة، تبلغ أقصى روعتها في الشمعدان الضخم المتألق، المصنوع من البلور أو الزجاج أو البرونز. وإنا لنعجب من كثرة القراءة على ضوء الشموع، ولكن ربما قللت المشاق من إنتاج الهراء واستهلاكه.
ومع تقدم القرن، حلت اللوحات الحائطية الزاهية الألوان والمزخرفة زخرفة رقيقة محل النسيج المزدان بالصور والرسوم، وفي هذه الفترة كانت قمة ازدهار فن هذا النسيج. وفي كل أنواع النسيج تقريباً-من الدمقسي والمطرزات والمقصبات إلى البسط والسجاجيد والستائر الممتازة تحدت فرنسا في تلك الأيام أفخر منسوجات الشرق. وتخصصت أميان في المخمل المنقوش واشتهرت ليون وتور ونيم بالحرير المزركش. وفي ليون ابتدع جان بيلمنت وجان بابتست هويه وغيرهما سجاجيد تعلق على الجدران ممهورة ومخيطة بموضوعات ومناظر صينية أو تركية أسرت لب بمبادور. وكان هذا النسيج يصنع في مصانع المؤممة في باريس وبوفيه، وفي الحوانيت الخاصة في أوبيسون وليل. وكانت هذه المنسوجات إذ ذاك قد فقدت وظيفتها في الانتفاع بها للحماية من الرطوبة والتيارات الهوائية، وأصبحت للتزين فقط وغالباً ما صغر حجمها لتلتئم مع النزعة إلى تصغير الحجرات. وسار النساجون في مصانع الجوبلان وبوفيه وفق التصميمات والرسوم