التي وضعها، والألوان التي تصح باستخدامها أئمة الرسم في ذاك العصر، وكانت جميلة بصفة خاصة تلك القطع الخمس عشرة التي نسجتها مصانع جوبلان (١٧١٧) وفق الرسوم التي أعدها شارل أنطوان كوبيل لتصوير قصة "دون كيشوت". أما نساجو بوفيه فإنهم، كما سنرى أنتجوا قطعاً رائعة من النسيج، صمم رسومها الفنان بوشيه. وفي ١٧١٢ أعيد تنظيم مصانع "سافونيري" وكانت في الأصل لصنع الصابون-وأطلق عليها المصنع الملكي لصناعة السجاد على طراز فارس والشرق الأدنى وسرعان ما أنتج سجاجيد ضخمة امتازت برسوم دقيقة وألوان متنوعة ووبر ناعم مخملي، وهذه أجمل سجاجيد ذات وبر في فرنسا القرن الثامن عشر. وكانت مصانع النسيج المزدان بالصور والرسوم هي التي تقوم بالتنجيد الذي يتطلب المثابرة وبذل أقصى الجهد لكراسي الأثرياء، ولا بد أن كثيراً من الأصابع المتواضعة الذليلة قد تعبت وتصلبت لتوفر لهؤلاء الأثرياء مقاعد وثيرة تقيهم عناء الجلوس.
وأقبل الخزافون الفرنسيون على عصر من المغامرة. وهيأت لهم حروب لويس الرابع عشر الفرصة. ذلك أن الملك العجوز صهر ما لديه من فضة لتمويل جيوشه وأحل الخزف مكان الفضة، وأمر رعاياه بأن يحذو حذوه. وسرعان ما لبت مصانع الخزف في روان وليل وسكو وستراسبورج وموستير سانت ماري ومرسيليا هذا المطلب الجديد. وبعد موت لويس الرابع عشر شجع الميل إلى الأطباق وغيرها من الأشياء المصنوعة من الخزف-شجع الخزافين إلى إنتاج أجمل ما عرف منها في تاريخ أوربا. ورسم مشاهير الفنانين من أمثال بوشيه وفلكونيه وباجو المناظر على الخزف الفرنسي وابتدعوا أشكالاً كثيرة منه.
وفي نفس الوقت كانت فرنسا تتجه إلى إنتاج الخزف الصيني. وكانت أنواع متعددة من العجينة الملساء تصنع في أوربا منذ مدة طويلة ترجع إلى ١٥٨٢ في فلورنسه و١٦٧٣ في روان، وكانت كلها على أية حال تقليداً للنماذج الصينية. ولم تكن مصنوعة من العجينة الصلبة المأخوذة