الرائعة في قصر فونتنبلو، وبلغ درجة كبيرة من الشهرة إلى حد أنه عندما اتخذ مقعده في الكوميدي فرانسيز، بعد مرض عضال كاد يودي بحياته، نهض الحاضرون وحيوه وصفقوا له مظهرين بهذه العلاقة الوثيقة بين الفن والأدب في هذا العصر الذي تميز بثقافة عالية.
وسجل جان بابتست أودري رحلات الصيد الملكية في أعمال النقش والرسم على القماش. واختارته الملكة معلماً لها. وكانت تتولاها الدهشة والعجب حين تراقبه وهو يعمل. وزودت بعض قطعه المنقوشة نساجي القماش بتوجيهات ونماذج ممتازة يهتدون بها في عملهم، وسرعان ما عين أودري مديراً للمصنع الملكي في يوفيه، فلم يجد هناك إلا الفوضى والتدهور، فأعاد تنظيم العمل في حزم وشدة، وأثار همم العمال بحماسته؛ وصمم لهم سلسلة من قطع النسيج المزدان بالرسوم، موضحاً بصور الحيوانات المبهجة قصص لافونتين الخرافية. وهناك أيضاً وضع الرسم التمهيدي للمجموعة الأخاذة من النساء والوحوش المعلقة في اللوفر، في "ديانا دي بورتيير". وتملكت النساجين في الجوبلان الغيرة من النجاح الذي أصابه مصنع بوفيه، فاقنعوا الملك بنقل أودري إلى المصنع القديم، وهناك أفنى نفسه في صراع مرير لحمل النساجين على قبول الألوان التي وضعها. وفي الوقت نفسه أسهم في كل من بوفيه وباريس في تدريب المواهب والقدرات المتشعبة لدى أكثر فناني منتصف القرن في فرنسا امتيازاً وتألقاً، وأكثر من نال منهم تعنيفاً قاسياً.
ب - بوشيه
١٧٠٣ - ١٧٧٠
استمع إلى ديدرو وهو يتأمل في لوحات بوشيه العارية: أية ألوان، وأية تشكيلة، وأية وفرة في المواد والفكار! إن هذا الرجل توفر لديه كل شيء إلا يصدق. إن انحطاط الذوق واللون، وأسلوب التركيب، والشخصية والتعبير، كل هذا تبع خطوة بخطوة انحلال الخلق .... وماذا عسى هذا الرجل أن يرسم إلا ما تصوره في خياله؟ وماذا يمكن أن يتخيل رجل يقضي حياته برفقة نساء المدينة؟ ..... إن هذا الرجل