اللاهوت، فلا بد أن للإله ثلاث أضلاع وثلاث نقاط حادة. ويعجب أوزبك من ساحر آخر يسمى البابا، يحث الناس على الاعتقاد بأن الخبز ليس خبزاً وأن الخمر ليس خمراً، وألف شيء من هذا الطراز. (٦٢) ويسخر من الصراع بين اليسوعيين والجانسينيين. وأفزعته محاكم التفتيش في أسبانيا والبرتغال، حيث "يتسبب الدومنيكان في إحراق الناس كما يحرق القش". (٦٣) ويسخر من المسابح وثياب الرهبان الفضفاضة. وهو يتساءل كم تعمر البلاد الكاثوليكية في منافسة مع الشعوب البروتستانتية، لأنه يرى أن تحريم الطلاق وعزوبة الراهبات والرهبان سوف يعوقان ازدياد السكان في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا (قارن إيرلندة في القرن العشرين) ويقدر أوزبك، على هذا المعدل، أن الكاثوليكية في أوربا لن تعمر أكثر من ٥٠٠ سنة أخرى (٦٤)(١). أضف إلى هذا أن هؤلاء الرهبان الخاملين الذين يزعمون انهم مستعصمون زاهدون يستولون على كل ثروة الدولة تقريباً. إنهم عصبة من البخلاء يأخذون دائماً ولا يعطون أبداً. إنهم باستمرار يكنزون دخولهم لتكون مصدر قوة. وتصاب هذه الثروة بالشلل، فلا تتداول ولا تستغل في التجارة أو الصناعة أو المصانع" (٦٦) ويقلق أوزبك التفكير في أن كفار أوربا الجهلة الذين يعبدون المسيح بدلاً من عبادة الله والإيمان بحمده سيكون مصيرهم النار، ولكن يراوده بعض الأمل في أنهم في النهاية سيعتنقون الإسلام ويُنقذون (٦٧).
وفي تخيل رمزي جليل يتأمل أوزبك في الإلغاء (١٦٨٥) مرسوم هنري الرابع للتسامح المعروف بمرسوم نانت.
أنت تعلم ياميرزا كيف أن بعض وزراء الشاه سليمان (لويس الرابع عشر) دبروا خطة لإرغام الأرمن في فارس (الهيجونوت) على مغادرة المملكة أو الدخول في الإسلام (الكثلكة)، اعتقاداً منهم بأن إمبراطوريتنا
(١) ذهب مونتسكيو في ١٧٢١ إلى أن عدد سكان أوربا لا يكاد يبلغ عشر عدد سكانها في عهد الإمبراطورية الرومانية (٦٥) وأنه آخذ في التناقص، وأن زنوج أمريكا سرعان ما يهلكون.