للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآن إلى إمبراطورية نمساوية-مجرية تعمل ويدها في يد الكنيسة. ولعل النبلاء تقبلوا اللاهوت الكاثوليكي في شئ من التحفظ والارتياب، وكان العديد منهم ماسونا (٤). ولكنهم سخوا شاكرين على دين أعان بمثل هذه السماحة أقفانهم وبناتهم المجردات من المهور على الرضى بنصيبهم في هذه الدنيا تعللاً بالآخرة. وكان تنوع العقائد كفيلا بتشويش هذه العملية لو أبيح لأنه مفض إلى الجدل والشك، أما التسامح الديني فهو ولا ريب من خطل السياسة. وقد جعل فيرميان رئيس أساقفة سالزبورج الحياة في رئاسة أسقفيته عسيرة على البروتستنت عسراً حمل ثلاثين ألفاً منهم على الهجرة، فنزح معظمهم إلى بروسيا (١٧٢٢ - ٢٣) (٥) حيث شدوا من أزر عدو النمسا الصاعد. كذلك أسهمت هجرات أو حركات طرد مماثلة من بوهيميا في الاضمحلال الاقتصادي لتلك الدويلة التي كانت يوماً ما تعتز باستقلالها، وعملت على تقدم ألمانيا البروتستنتية.

وشارك الأغنياء والفقراء في تمويل عمارة العصر الكنيسة. ففي براغ أكمل كيليان اجناز دينتسنهوفر أعظم المعمارين التشيكيين، في عمارة ضخمة فخمة، كنيسة القديس نيقولا التي بدأها كريستوف دينتسنهوفر. وترك يوهان برنارد فيشر فون إرلاخ، أعظم المعماريين النمساويين، بصمته على سالزبورج، وباغ، وروما، وشيد هو وابنه يوزف إيمانويل رائعة من الباروك في كنيسة القديس شارل بفينا. وأبرزت الأديار الفخمة مجد الله ورفاهيات العزوية. فكان هناك مثلاً الدير البندكتي في ملك على الدانوب حيث نشر ياكوب برانتاوير ومساعدوه (٦) مجمعاً يشتمل على مبان، وأبراج، وقبة، وفي داخله القصور الفخمة والأعمدة الرائعة، والزخرفة الفاخرة. وهناك دير القساوسة الأوغسطينيين القديم في دورنشتين الذي أعاد بناءه (٧) بالباروكة الأنيق يوزف مونجناشت؛ ويلاحظ أن أهم مفاخره -البوابة الرئيسية والبرج الغربي- من إنتاج متياس شتايندل، وهو مثال اتجه إلى العمارة وهو في الثامنة والسبعين. وهناك كنيسة الدير البندكي وكتبته في آلتنبورج (وبانيهما هو مونجناشت أيضاً) وهما مشهورتان بالزخارف المترفة. وهناك دير الرهبان البندكتين في تسفيتل،