وهو من آثار القرن الثاني عشر، وقد أقام فيه مونجناشت وشتايندل واجهة جديدة وبرجاً ومكتبة (٩). أما الخورس الرائع فكان من صنع مايستريوهان في ١٣٤٣ - ٤٨؛ هنا أظهر الطراز القوطي القديم تفوقه على الباروك الجديد. ثم هناك دير ستامز في التيرول الذي أعاد بناءه (١٠) جيورج جومب، والذي تميزه المصبعات الحديدية والزخارف الجصية في بيت سلم "الأحبار"؛ وهنا كان يدفن أمراء الهايسبورج. وهناك كنيسة الدير في هوتسوجنبورج، وهي الرائعة التي أبدعها فرانتس بن يوزف مونجناشت، في حياته القصيرة (١٧٢٤ - ٤٨). وهناك كنيسة الدير في فيلليرنج، التي قيل فيها أنها "أبدع بناء بطراز الروكوك في النمسا"(١١). ونلاحظ في مرورنا هنا الأرغن الرائعة في هذه الكنائس كالتي في هوتسوجنبورج وفيلليرنج، والمكتبات الجميلة؛ ومن نماذجها مكتبة الدير البندكتي في آدمونت، المحتوية على ٩٤. ٠٠٠ مجلد، ١. ١٠٠ مخطوطة في هيكل من الزخرف الباروكي. لقد كان رهبان النمسا في قمة مجدهم في عصر الإيمان المتداعي الذي نحن بصدده.
وقد جارهم النبلاء بنفس الخطو. ففي النمسا والمجر، كما في ألمانيا، كان كل أمير يتوق إلى ضريب لفرساي؛ ومع أنه عجز عن منافسة ذلك البهاء المفرط فإنه جمع من الأسلاب ما أتاح له بناء "قصر" palais ( كما كان يسميه) يعكس كل جانب ومظهر فيه سمو مكانته. فشاد أوجين أمير سافوي قصراً صيفياً على مستويين في ضيعته خارج فيينا "بلفدير واطئ"(وهو الآن متحف الباروك) و "بلفدير عالي" وضع تصميمهما الجميل يوهان لوكاس فون هلدبرانت. وصمم يوهان برنارد فيشر فون إرلاخ قصر الأمير الشتوي (وتشغله الآن وزارة المالية) كذلك وضع تصميمات لقصر شونبرون وحدائقه لينافس بهما فرساي، ولكن البناء الفعلي الذي بدأ في ١٦٩٦ أغفل هذه التصميمات أو خفف منها أثناء تنفيذه. وصمم فيشرفون إرلاخ وابنه يوزف إيمانويل المكتبة الإمبراطورية-وهي المكتبة القومية الآن-التي يرى أخصائي في فن الباروك أن بها أبدع بناء داخلي لأي مكتبة في العالم (١٢). وفي ١٧٢٦ فتح شارل السادس هذا الكنز للجمهور وفي ١٧٣٧