اشترى لها مجموعة المخطوطات والكتب الهائلة التي كان يمتلكها أوجين أمير سافوي. لقد كانت فيينا، إلى حد كبير، أجمل مدينة في دولة الجرمان.
وقد جمل اكثر العمارة النمساوية بالنحت. ونذكر هنا بجهل خجول تمثال "المسيح المصلوب" الخشبي الذي صنعه أندريه تاماش في دير شتامز، وتمثال الإمبراطور فرانسيس الأول الرخامي الذي تحته بلقازا مول والمعروض في متحف الباروك بفيينا؛ وفي وسعنا أن نستشعر على البعد تفاني يوزف شتامل في فنه، إذ أنفق معظم حياته في تجميل دير آدمونت بالتماثيل. ولكن كيف يغتفر لنا كل هذا الإبطاء في التنويه بجيورج رافائيل دونير مثالا لا يفوقه بين مثالي العصر غير برنتيتي؟ فقد ولد في اسلنجن بمنخفضات النمسا (١٦٩٣) وتلقى فنه على يد جولياني؛ وبفضل هذه الوصاية الإيطالية اكتسب الميل الكلاسيكي الذي أتاح له تنقية ما في الباروك النمساوي من إسراف. على أن تمثاله الرخامي "تمجيد شارل السادس"(١٣) ما زال يعاني من غرابة الباروك وشططه-ففيه يرى الإمبراطور وقد رفعه إلى السماء ملاك له ساقان خميلتان وثديان متألقان؛ ومع ذلك فنحن شاكرون للفن أن أعاد للصاروفيم (الملاك) شيئاً ملموساً-وهو الذي خالته الفلسفة مجرداً من الجسد. ومن آيات دونير الجديرة بعصر النهضة تمثاله "القديس مارتن والشحاذ" في كاتدرائية برسبورج (براتيسلافا)، ولمنحوتته الرخامية البارزة "هاجر في البرية"(١٤) جمال كلاسيكي ناعم. وقد بلغ أوجه في التماثيل التي صبها من الرصاص لنافورتين كبيرتين في فيينا: نافورة "العناية الإلهية" في السوق الجديدة، التي تمثل أنهار النمسا، ونافورة أندروميدا التي تنافس نافورة روما. وقبل أن يموت في ١٧٤١ بعام بالضبط صب لكاتدرائية جورك مجموعة تمثل بكاء مريم على جسد المسيح؛ وهي مجموعة كانت خليقة بأن تشيع البهجة في صدر رافائيل لأن دونير اتخذ اسمه.
ولم ينتج المصورون ولا الشعراء في هذا العصر في النمسا أو ممتلكاتها أي آثار تثير اهتمام العالم الخارجي، وربما يستثنى من هذه القاعدة الصور الجصية التي صورها دانيل جران داخل قبة المكتبة الكبرى في فيينا. أما في الموسيقى فقد كانت فيينا المركز المعترف به للعالم الغربي. وكان شارل