للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسمى "بيت المركيز" ويقع قرب سانسوسي. وأرسل له الملك تأكيدات باحترامه المجدد، ولكن حماقة فولتير لم تذهب به إلى حد الثقة بها. وبعث له الملك الشاعر قصائد يطلب إليه تهذيب فرنسيتها، وأضنى فولتير نفسه فيها كثيراً وأغضب كاتبها بإدخال تغيرات حادة عليها.

ونظم فولتير الآن قصيدته المسماة "في القانون الطبيعي"، وقد حاولت أن تجد الله في الطبيعة، مقتدية في ذلك بطريقة الكسندر بوب على الأخص. وأهم من هذه القصيدة مضموناً قصيدة "عصر لويس الرابع عشر" التي أكملها وصقلها خلال تلك الأشهر ثم نشرها في برلين (١٧٥١). وكان حريصاً على الفراغ من طبعها قبل أن يضطر لسبب ما إلى الرحيل عن ألمانيا لأنها لن تكون بمأمن من الرقابة على المطبوعات إلا في رعاية فردريك. كتب إلى ريشليو في ٣١ أغسطس" تعلم جيداً أنه ليس هناك (في باريس) رقيب صغير واحد للكتب لا يعتبر تشويه عملي أو مصادرته حسنة أو واجباً" (١٠١). وحظر بيع الكتاب في فرنسا، وأصدر تجار الكتب في هولندا وإنجلترا طبعات مسروقة لم ينقذوا عليها شيئاً؛ فإذا عرفنا هذا فهمنا حبه للمال فهماً أفضل. لقد كان عليه أن يحارب "تجار الكتب الأوغاد" (١٠٢) لا رجال الدين والحكومات فحسب.

و"عصر لويس الرابع عشر" أكثر أعمال فولتير وأمانة في الإعداد فقد خطط له في ١٧٣٢، وبدأت في ١٧٣٤، ونحاه جانباً في ١٧٣٨، ثم عاد إليه في ١٧٥٠. وقد قرأ له مائتي مجلد، وتلالا من المذكرات غير المنشورة، واستشار عشرات الناس ممن بقوا على قيد الحياة بعد العصر العظيم، ودروس الأوراق الأصلية التي كتبها أبطال العصر أمثال لوفوا وكولبير، وحصل من الدوق دنواي على مخطوطات التي خلفها لويس الرابع عشر، ووجد وثائق هامة لم تستخدم إلى ذلك الحين في دار محفوظات اللوفر (١٠٣). ووازن بين الأدلة المتضاربة بحكمة وعناية، وحقق مرتبة عالية من الدقة. لقد حاول مع مادم دشاتليه أن يكون عالماً ففشل، والآن اتجه إلى كتابة التاريخ وكان نجاحه في ذلك ثورة.