للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"رحلات" (١٥٨٩ - ١٦٠٠)، لمقال لاتيني "عن مملكة الصين" (مكاو، ١٥٩٠). وظهر الأثر الجديد في مقال مونتيني" في التجربة (١٥٩١) حيث يقول "الصين، التي تفضل حكومتها وآدابها وفنونها نظائرها عندنا في كثير من مواطن التفوق، دون أي علم منها بنظمنا. " (٢٤) وفي ١٦١٥ نشر الأب اليسوعي نيكولاس تريجوت وصفه للبعثة المسيحية إلى الصين، وسرعان ما ترجم إلى الفرنسية، وإلى الإنجليزية في "حجاج برتشاش" (١٦٢٥). وقد امتدح تويجوت وغيره النظام الصيني الذي قضى باشتراط التعليم المتخصص المفصل لتولي المناصب العامة، وبالسماح لجميع الطبقات من السكان الذكور بالامتحان للوظائف، وبإخضاع كل الهيئات الحكومية للتفتيش الدوري. ونشر يسوعي آخر هو أثناسيوس كيرشر، العلامة المدهش المتعدد المعارف، في عام ١٦٧٠، موسوعة بمعنى الكلمة اسماها "الصين المصورة" امتدح فيها الحكومة الصينية لأن على رأسها ملوكاً -فلاسفة (٢٥).

وأثنى اليسوعيون ثناء مستطاباً على ديانة الصين وفلسفتها. فقال تريجوت إن الصينيين المتعلمين يتصورون الله روح العالم، والعالم جسده؛ وكان في وسع سبينوزا، الذي قال بمثل هذا الرأي، أن يقرأ هذه الفكرة في كتاب نشر بأمستردام في ١٦٤٩، يقتنيه في مكتبته فرانز فان دن إندن، الأستاذ الذي علمه اللاتينية (٢٦)؛ وفي ١٦٢٢ نشر اليسوعيون ترجمة لاتينية لكونفوشيوس "حكمة الصين" وفي خلاصة أخرى سموها "الفيلسوف الصيني كونفوشيوس" (١٦٨٧) وصفوا النظام الأخلاقي الكونفوشي بأنه "أرقى فضيلة علمت للناس، فضيلة يجوز القول بأنها منبثقة من مدرسة المسيح" (٢٧). وقد كتب الأب اليسوعي لوي لكونت في "مذكراته عن الصين" (١٦٩٦) أن الشعب الصيني "حفظ معرفة الإله الحق مدى ألفي عام" وأنه "مارس أنقى ناموس للفضيلة في الوقت الذي كانت فيه أوربا لا تزال متردية في حماة الخطيئة والفساد" (٢٨) وقد شجبت السوربون هذا الكتاب. وفي ١٦٩٧ نشر ليبنتز الحذر سياسياً، المتيقظ لكل هبة نسيم في جو الفكر، كتابه "آخر الأنباء من الصين". وقد قدم فيه أوربا على الصين في العلوم والفلسفة، ولكن: