أرض كان يقلد عادة اتبعها الأباطرة الصينيون (٣٠). وحين كانت سيدات باريس الراقيات يفتحن شماسيهن اتقاء الشمس، كن يعرضن بدعة جميلة أدخلها اليسوعيون إلى فرنسا من الصين (٣١)، وفي أخريات القرن الثامن عشر تطورت الشمسية pavasol إلى المطرية umbrella. وكان الخزف الصيني والاكيه الياباني قد أصبح في القرن السابع عشر مقتنيات غالية من البيوت الأوربية، واستهوى خيال الإنجليز حوالي عام ١٧٠٠ ورق الجدران الصيني الذي تؤلف وحداته الصغيرة الموضوعة في مكانها الصحيح رسماً كبيراً واحداً. ودخل الأثاث الصيني البيوت الإنجليزية حوالي عام ١٧٥٠. وطوال القرن الثامن عشر كان الولع بالصينيات Chinoisees وهي الأدوات الصينية الصنع أو الطراز - يميز الزخرفة الإنجليزية والفرنسية، وسرى إلى إيطاليا وألمانيا، واختلط بحلية الروكوك، واستبدت بدعته بالناس استبداداً حمل الكثير من النقاد على أن يهبوا لتحدى طغيانه. وأصبح الحرير الصيني رمزاً لعلو المكانة الاجتماعية، وانتشرت الحدائق الصينية في غرب أوربا، وأحرقت الألعاب النارية الصينية أباهم الأوربيين (٣٢). وكانت "توراندوت" التي ألفها جوزي "فنتازيا" صينية. وظهر نيف وعشر مسرحيات بخلفية صينية على المسرح الإنجليزي، وطور فولتير مسرحيته "يتيم صيني" من دراما صينية في المجلد الثالث من كتاب دوهالد (٣٣).
وكان التأثير الصيني في الفكر الغربي على أشده في فرنسا، حيث تلقفه أحرار الفكر سلاحاً آخر يشهرونه على المسيحية. وأبهجهم أن يجدوا أن كونفوشوس كان رجلاً حر التفكير لا يسوعياً مرحل عن وطنه. وصرحوا بأن نظام كونفوشوس الخلقي أثبت أن الناموس الخلقي الذي لا يعتمد على دين سماوي شئ ممكن عملياً (٣٤). لاحظ بيل (١٦٨٥) أن إمبراطوراً صينياً كان يمنح المرسلين الكاثوليك حرية العمل في الوقت الذي يفرض فيه لويس الرابع عشر، بعد إلغائه مرسوم نانت المتسامح الذي أصدره هنري الرابع، الامتثال لمذهب الدولة، مستعينا على ذلك بالعنف الهمجي الذي استعملته خيالاته في احتلالها بيوت الهيجونوت. وقد أخطأ بيل في تفسير عقيدة الكونفوشوسين فحسبهم ملحدين، ومن ثم استشهد بهم لدحض الحجة المستمدة من الإجماع العالمي على وجود الله (٣٥). أما مونتسكيو