ترتيبه ناقص، وأن تصنيف النباتات حسب الجهاز التناسلي ترك أطرافاً كثيرة غير محكمة؛ وفي كتابه "فلسفة علم النبات" اقترح نظاماً طبيعياً مبنياً على شكل أعضاء النبات وتطورها. وقد تبين أن نظام التسمية الذي وضعه لا التصنيف، مريح جداً، سواء في علمي النبات والحيوان، وما زال سائداً مع تعديلات أدخلت عليه.
وكرمت أوربا كلها لينيوس في شيخوخته أميراً لعلماء النبات. ففي ١٧٦١ خلع عليه الملك لقب الفروسية، فأصبح اسمه كارل فون لينيه. وبعد عشر سنوات تلقى خطاب حب من ثاني أشهر مؤلف في القرن وهو جان جاك روسو، الذي ترجم "فلسفة علم النبات"، ووجد في الاشتغال بالنبات دواء للفلسفة. قال "تقبل أيها السيد الكريم ولاء تلميذ من تلاميذك، جاهل جداً، متحمس جداً، يدين ديناً كبيراً للتأمل في كتاباتك في السكينة التي ينعم بها … إنني أكرمك، وأحبك من كل قلبي (٨٦).
ومات لينيوس، كروسو وفولتير، عام ١٧٧٨. وباعت أرملته مكتبته ومجموعاته إلى جيمس إدوارد سمث، الذي اشترك مع آخرين (١٧٨٨) في تأسيس "جمعية لينيوس اللندنية" للعناية بتراث لينيوس ومن ذلك المركز أذاعت سلسلة طويلة من المطبوعات جهود عالم النبات في جميع أرجاء أوربا وأمريكا وقد قرر جوته أن أعظم التأثيرات في حياته العقلية كان الفضل فيها لشكسبير، وسيينوزا ولينيوس (٨٧).
ب - في الكرمة
واصل مئات من الدارسين المخلصين البحث في علم النبات. ففي فرنسا مثلا نجد أسرة من أسر الفحول التي يربط أعضاءها تكريس مشترك للحياة عبر القرون. وقد ارتقى رب هذه الأسرة، إنطوان دجوسيو، الذي وفد على باريس من ليون، ليصبح مدير للجاردان دوروا في ١٧٠٨. وكان أخوه الأصغر برنار محاضراً و"معيداً" هناك؛ وقد رأيناه يرحب بلينيوس. وذهب أخ آخر يدعى جوزف إلى أمريكا الجنوبية في صحبة لاكوندامين، وأرسل نوعاً من عباد الشمس يسمى Heliotropium peruvianum