بها إلى الآن. وروى كيف أن توماس فيرتشايلد أنبت نوعاً جديداً "من حبة لقحت زهرة القرنفل الملتحي Sweet William وقد وجد أن هذه المجنات من الأنواع عقيمة، وشبهها بالبغال.
وفي ١٧٢١ روى فليب ملر أول وصف معروف لتلقيح النحل للنبات. فقد نزع "قمم" بعض الأزهار قبل أن تستطيع أن "تنفض غبارها"، ومع ذلك فإن برزة هذه الأزهار العنينة في الظاهر نضجت نضجاً سوياً. وقد تشكك الأصدقاء في روايته فكرر التجربة بمزيد من العناية، فحصل على النتيجة ذاتها. قال:
بعد يومين، وبينما كنت جالساً في حديقتي، شاهدت في حوض طوليب قريب مني بعض النحل تنشط نشاطاً شديداً وسط الأزهار؛ ورأيتها وأنا ألحظها تخرج وأرجلها وبطونها محملة بالغبار، وطار ذكر فيها إلى طوليبة كنت قد خصبتها، وعلى الفور تناولت مجهري وفحصت الطوليبة التي طار إليها، فوجدت أنه ترك من الغبار ما يكفي لتلقيح الطوليبة. فلما أخبرت أصدقائي بما حدث .... عادوا للاطمئنان إلى روايتي … فما لم يتخذ احتياط لمنع الحشرات من الدخول إلى النباتات، فإن هذه النباتات تقبل التلقيح من حشرات أصغر كثيراً من النحل" (٩٠).
وقد أجرى كولرويتر، أستاذ التاريخ الطبيعي في كارلسروهي، دراسة خاصة (١٧٦٠ وما بعدها) للاخصاب المختلط وفيزيوكيميائية التلقيح، كان لتجاربه الخمس والستين أثر هائل على الزراعة في عدة قارات. فقد انتهى إلى أن التهجين لا يثمر إلا في النباتات الوثيقة التقارب؛ ولكنه إذا نجح نمت المهجنات بسرعة أكبر، وأزهرت أسرع، وعاشت أطول، وأخرجت براعم صغيرة أوفر من الأنواع الأصلية، ولا يضعفها إنماء الحب. وأثبت كونراند شرنجل (١٧٩٣) أن الإخصاب المختلط- بواسطة الحشرات عادة، وأقل من ذلك بواسطة الريح -يعم داخل النوع، وزعم في اقتناع غائي حار أن شكل الأجزاء في كثير من الأزهار وترتيب هذه الأجزاء مقصود به الإخصاب الذاتي. وفتح يوهان هدفج ميداناً جديداً للبحث