للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال اليسوعيون أن مثل هذا الكلام يجب لفت نظر المؤلفين والمحررين إليه حتى لا يعودوا يثبتون شيئاً من هذا القبيل في الموسوعة مستقبلاً (٣٦). وفي ٣١ يناير أتهم كريستوف دي بومونت مطران باريس الموسوعة بأنها هجوم ماكر على العقيدة الدينية. وفي ٧ فبراير صدر قرار من مجلس الدولة يحظر بيع الموسوعة أو نشرها. وفي نفس اليوم كتب مركيز دارجنستون في صحيفته "صدر في هذا الصباح قرار من المجلس لم يكن متوقعاً يقضي بمنع تداول الموسوعة أو نشرها بسبب مزاعم مروعة: منها الكفر بالله والتمرد على سلطة الملك. وفساد الأخلاق … وقيل في هذا الصدد أن مؤلفي الموسوعة ينبغي إعدامهم في أقرب وقت (٣٧).

ولم تصل الأمور إلى هذا الحد من السوء، فلم يعتقل ديدرو، ولكن الحكومة صادرت كل المادة التي كان قد جمعها، وكتب فولتير من بوتدام يستحث ديدرو على نقل المشروع إلى برلين حيث يمكن النهوض به تحت حماية فردريك، ولكن ديدرو وقف عاجزاً بدون المادة التي صودرت. أما لي بريتون فكان يأمل أن تعدل الحكومة من قرار الحظر بعد سكون العاصفة، وأيد مالشرب ومركيز دارجنسون ومدام دي بمبادور النداء الذي تقدم به لي بريتون إلى المجلس. وفي ربيع عام ١٧٥٢ وافق المجلس على نشر المجلدات الأخرى "بترخيص ضمني" وأشارت دي بمبادور على دالمبير وديدرو باستئناف العمل "مع تحفظ ضروري فيما يتعلق بما يمس الدين والسلطة الحاكمة" (٣٨). ورغبة في تهدئة خواطر رجال الدين وافق مالشرب على أن يراجع المجلدات التالية ثلاثة من رجال اللاهوت يختارهم الأسقف السابق بوير.

وصدر المجلدان الثالث والرابع فيما بين عامي ١٧٥٣ - ١٧٥٦، بعد خضوعهما لرقابة صارمة. وزاد الغضب من انتشار الموسوعة، كما أصبحت رمز الأفكار الحرة، وزاد عد المشتركين إلى ٣١٠٠ في المجلد الثالث، و٤٢٠٠ في المجلد الرابع.