للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاماً. وأخرجت الرواية في تولوز ومرسيليا في ١٧٦٠، وعلى "المسرح الفرنسي" في باريس في فبراياً ١٧٦١، حيث مثلت سبع ليل مما أعتبر نجاحاً متواضعاً. ووافق فولتير على تأجيل عرض مسرحيته Tanerede من أجل رواية ديدرو هذه، وكتب إلى منافسة الجديد "أيها الأخ العزيز ديدرو، تخليت لك عن مكاني عن طيب خاطر وبودي أن أتوجك بأكليل الغار" فرد عليه ديدرو "شكراً لك يا أستاذي العزيز وأني لأعلم كم كنت ترغب في أن يلاقي تلميذك نجاحاً. وقد تأثرت لهذا كثيراً، لك حبي وأحترامي إلى أخر لحظة في حياتي" (٨٤) وأعيد تمثيل الرواية من جديد بنجاح في ١٧٦٩ على المسرح الفرنسي وأصبحت عنصراً هزيلاً في إنتصار الفلاسفة.

وموضوع الرواية يتصل إلى حد ما بالسيرة الذاتية، فالوالد تذكير جميل بديدييه ديدرو، اللهم إلا في أنه يعظ أكثر كثيراً مما قيل لنا عن الرجل الطيب ديدييه: أما الأبن سانت ألبان (وهو صورة قريبة جداً من دنيس ديدرو) فأنه يسعى في الحصول على موافقة أبويه على زواجه من صوفيا، وهي إحدى بنات الطبقة العاملة، ويوافق الولد على أن يراها ويحبها، ولكنه يرفض أن يتزوج إبنه بمثل هذه البنت الفقيرة. وبعد خمسة فصول وبحض الصدفة التي خدمت ألف مسرحية يتبين أن الشابة إبنة أسرة كريمة ويرق قلب الوالد ويجري كل شيء على ما يرام ويمكن أن يغتفر لفريرون قوله أن الرواية مثيرة ميكانيكية سخيفة. وأثار أحد النقاد إلى أن التغني بالفضيلة كان مقصوداً به جريم كان يشارك روسو إحدى البغايا، وكان الآن عشيق مدام أبيناي، وأن ديدرو أطلق على بطلة روايته إسم هذه العشيقة صوفي فوللان Vollad أما فولتير فإنه على حين إمتدح المؤلف على ما في الرواية من "أشياء رقيقة فاضلة" كتب إلى مدام ديفان ستساءل "هل قرأ لك أحد رواية رب الأسرة؟ أليست مضحكة تدعو إلى السخرية؟ أن قرننا، فيما يختص بالعقيدة والإيمان فقيرة إذا قورن بقرن لويس الرابع عشر" (٨٥).