ومهما يكن من أمر فإن ديدرو أحس بأن مسرحية القرن السابع عشر في فرنسا كانت على شكل غير طبيعي تماماً في أسلوبها الخطابي الحماسي الطنان الرنان، وفي وحداتها المحكمة المتزمتة في العمل والمكان والزمان، وفي تقليدها الكئيب للروايات الكلاسيكية القديمة لا الواقع الحي، وكانت رواياته وهي عاطفية حسية دون موازنة أو خجل بشائر رد الفعل الرومانتيكي ضد المذهب العقلي والكبت العاطفي في العصر الكلاسيكي، وكان تأثير ديدرو محسوساً أيضاً في الواقعية المتزايدة في إعداد المسرح تبعاً لمختلف الفصول، وفي دقة ملابس الممثلين بالنسبة لعصور التاريخ وفي الحفاظ على الخصائص القومية في النطق. وأشترك ديدرو مع فولتير في الحملة التي شنها لأخلاء خشبة المسح من النظارة. وقال جوستاف لانسون إن كل تحسين طرأ على فن الإخراج في المائة والخمسين عاماً الماضية بع من ديدرو" (٨٧) اللهم إلا أن الناظر الآن تميل إلى أن تكون تخيلية أكثر منها واقعية. وكذلك تجاوبت ألمانيا مع ديدرو الذي أطلق عليه سانت بيف أقرب الفرنسيين إلى الألمان. وترجم لسنج رب الأسرة والمقالات المسرحية، وصرح بأنه ليس ثمة ذهن أكثر ميلاً إلى الفلسفة وتأثراً بها إنشغل بالمسرح منذ عهد أرسطو إلا ديدرو (٨٨).
الكوميدي كذلك كان لديدرو رأيه في فن التمثيل المسرحي، وفي مقال طابعه التحدي تحت عنوان "تناقض حول الممثل الكوميدي" ١٧٧٨ أعترض على القول بأنه من أجل تحريك شعور جمهور المتفرجين والتأثر فيهم يجب على الممثل ألا يستسلم للعاطفة التي يعبر عنها يجب أن يكون هادئاً رابط الجأش، وهذا بالطبع تسفيه لرأي خوراس الذي نصح الشعراء بقوله "إذا أردتموني أن أبكي فلتجهشوا أولاً بالبكاء". ويرد عليه ديدرو: "يجدر بالممثل أن يضم بين جنبيه مشاهداً أو متفرجاً لا يتأثر وغير متحيز. ويجب أن يكون لديه حسن الإدراك والتمييز، لا الحساسية … وإذا كان الممثل مليئاً حقاً بالشعور والوجدان فكيف يمثل نفس الدور مرتين بنفس الروح ونفس النجاح؟ وإذا كان ممتلئاً حماسية ونشاطاً في العرض