عربات نقل يحمل عليها معه الكتب المدونة على شرائح الغاب التي كانت أثمن ما يملك من متاع الدنيا.
وكان شي هوانج - دي يضطر إلى مراجعة مائة وعشرون رطلا من الوثائق الحكومية في كل عام (٥). فلما كان عام ١٠٥ ب. م أبلغ رجل يدعى تساي لون الإمبراطور أنه اخترع مادة للكتابة أقل من الغاب ثمنأً وأخف منه وزناً مصنوعة من لحاء الشجر والقنب الهندي والخرق وشباك السمك. وعين الإمبراطور تساي لون هذا في منصب كبير، ومنحه لقباً رفيعاً، ولكنه تورط مع الإمبراطورة في بعض الدسائس، وافتضح أمره "فذهب إلى منزله، واغتسل ومشط شعره، ولبس أحسن ثيابه، وتجرع السم "(٦). وسرعان ما انتشرت الصناعة الجديدة انتشاراً واسع النطاق، وشاهد ذلك أن أقدم ما لدينا من الورق هو ما وجده سير أرول اشتين Sir Aurel Stien في طنف من السور الكبير، وهو مجموعة من الوثائق الرسمية دونت قيها حوادث وقعت فيما بين عامي ٢١، ١٣٧ بعد الميلاد، وأكبر الظن أنها كانت معاصرة لآخر الحوادث التي دونت عليها. ولهذا فإن عهدها يرجع إلى حوالي عام ١٥٠ م أي بعد خمسين عاماً لا أكثر من الوقت الذي أبلغ فيه تساي لون الإمبراطور نبأ اختراعه (٧). وكان هذا الورق القديم يصنع من الخرق البالية دون غيرها من المواد، فهو من هذه الناحية شبيه بما يصنع في هذه الأيام من ورق يحتاج فيه إلى طول البقاء. واستطاع الصينيون أن يرتقوا بصناعه الورق إلى أعلى درجة وذلك باستخدام مادة ماسكة من الغراء أو الجلاتين مخلوطة بعجينة نشوية ليقووا بها الألياف، وليجعلوا الورق سريع الامتصاص للحبر. ولما أن أخذ العرب عن الصينيين هذه الصناعة في القرن الثامن الميلادي، ثم أخذتها أوربا عن العرب في القرن الثالث عشر، كانت قد بلغت غاية الكمال.
وكان اختراع الحبر أيضاً في بلاد الشرق. نعم إن المصريين قد صنعوا الورق