للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحت السقوف التي انهارت عليهم، فأنهوا دون أية مساعدة أيامهم التي تبعث على الأسى في عذاب كريه. هل تواجهون صيحاتهم الضعيفة التي تؤذن بالفناء، والدخان المتصاعد في هذا المنظر البشع بقولكم هذا رى وفق قوانين أبدية طبقاً لمشيئة الله المطلقة الخيرة؟ وهل تقولو نأما هذه الأكداس من الضحايا لقد انتقم الله منهم إن موتهم جزاء جرائمهم؟ ".

ولكن أية جريمة وأي خطأ ارتكب هؤلاء الأطفال الذين اغتالهم الزلزال وسالت دماؤهم وهم في أحضان امهتاتهم؟ وهل كانت رذائل لندن أو باريس أقل من رذائل لشبونة؟ ومع ذلك دمرت لشبونة وباريس ترقص؟ ألم يكن في مقدور الله العليم الخبير أن يصنع عالماً ليس فيه هذا الشقاء الذي لا معنى له؟ إني اجهل إلهي ولكني احب الجنس البشري.

إن الشاعر يتامل في عالم الحياة فيرى في كل مكان وعلى ألف صورة متباينة تنازعاً على البقاء يلقى فيه كل كائن حتفه إن عاجلاً أو آجلاً. إن هذه الخلاصة المريرة لعلم الحياة (للبيولوجيا) تتطلب أن نوردالنص:

"إن الصقر الضاري ينقض على فريسته المخلوعة الفؤاد ويتلذذ مبتهجاً بالتهام أوصالها الدامية، وكل شيء يبدو في نظره على مايرام، ولكن سرعان ما يأتي نسر كاسر يلتهم بمنقاره الحاد الصقر بدور، ثم يعاجل الإنسان هذا النسر المتكبر بطلقة تصيب منه مقتلاً. ويتوسد الإنسان التراب على أرض المعركة ينزف الدم وقد أثخنته الضربات سط كومة من الموتى. وهناك يكون غداء رهيباً للطيور النهمة. وهكذا تئن الدنيا بكل من فيها حيث ولدت كلها لتشقى وتعاني، ويكون مصيرها الوت الكتبادل. وفي هذه الفوضى القاتلة تبنى على تعاسة البعض سعادة المجموع، أية سعادة هذه؟ أيها المخلوق الفاني الضعيف البائس، أنك تصبح في نعمة حزينة "إن كل شيء حسن على ما يرام" إن الكون يقدم الكذبة، وقلبك يفند مائة مرة خطأ ذهنك. إن العناصر والحيوان والإنسان كلها في صراع. فلنعترف بأن الشر ملأ الأرض واستشرى فيها.