للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنها قد تلفت أو فقدت في أثناء الفوضى والقلاقل التي أعقبت عهد منج هوانج (١٠).

وحدث في عام ١٩٠٧ أن استطاع سي أرول اشتين أن يقنع الكهنة الدويين في بلاد التركستان بأن يسمحوا له بفحص "كهوف الألف بوذا" التي في تون- هوانج. فلما تم له ذلك عثر في حجرة منها -يلوح أنها قد سد مدخلها حوالي عام ١٠٣٥ م ولم تنفح بعدئذ إلا في عام ١٩٠٠ - على ١١٣٠ إضمامة من الأوراق تشتمل كل منها على نحو اثني عشر ملفاً مخطوطاً أو أكثر من اثني عشر، تتكون منها كلها مكتبة من خمسة عشر ألف كتاب، مكتوب على الورق، قد حفظت بعناية فبقيت في حالة جيدة كأنها لم تكتب إلا قبل العثور عليها بيوم واحد. وهذه المخطوطات هي التي عثر من بينها على أقدم كتاب مطبوع في العالم -كتاب "الحكم الماسية"- وهو ملف يختتم بالعبارة الآتية "طبعه في (اليوم المقابل لليوم) الحادي عشر من شهر مايو سنة ٨٦٨ وانج - جيه، ليوزع بغير ثمن تخليداً لذكرى والديه وإجلالا لهما". ووجدت بين هذه المخطوطات ثلاثة كتب أخرى مطبوعة، يدل واحد منها على تطور جديد في شكل الكتب. ذلك أنه لم يكن ملفا ككتاب "الحكم القاسي" بل كان كتاباً صغيراً مطويا هو أول ما عرف من هذا النوع من الكتب التي لا يحصى عديدها.

وقد كان الباعث الأول على اختراع الطباعة في بلاد الصين باعثاً دينياً، كما كانت الحال في أوربا في العصور الوسطى المتأخرة، وكما هي الحال بين بعض الشعوب البدائية في الوقت الحاضر. ذلك أن الأديان في ذلك الزمن القديم كانت تسعى لنشر عقائدها من طريق العين ومن طريق الأذن معا، ولجعل صلواتها ورقاها وأقاصيصها في متناول كل إنسان. وتكاد أوراق اللعب أن تعادل هذه المطبوعات الدينية في قدم العهد- فقد ظهرت هذه الأوراق في الصين في عام ٩٦٩ أو قبل ذلك العام بقليل، ثم انتقلت من الصين إلى أوربا في أواخر القرن الرابع عشر (١٢).