للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماح الأقلية الذكية الماهرة في سوء استغلال سذاجة الأغلبية، ولن يشعر أي حاكم بأي التزام نحو شعبه، اللهم إلا المباعدة بينهم وبين الثورة بسبب استغلاله لهم. (١٥)

أن برتييه كان كما رأينا قد رحب بالمجلد قد رحب بالمجلد الأول من الموسوعة وقرظة، وعرض ما فيه من أخطاء وانتحالات في دقة بالغة تنم على ثقافة واسعة، ومن ثم أظهر أن مقالة للأب ييفون Yvon التي شغلت ثلاثة أعمدة كاملة، أخذت بنصها كلمة من كتاب الأب بوفييه "بحث في الحقائق الأولية" (١٦). وامتدح مثال "الفلسفة العربية" ولكنه أبدى فزعاً حين وجد أن مقالة الإلحاد قد أوردت الحجيج التي تساند الإلحاد على نفس مستوى الإسهاب والقوة الذي أوردت به الحجج ضد الإلحاد، تاركة فكرة وجود الله في شك رهيب. وعندما أصبحت النزعة المعادية للمسيحية أكثر وضوحاً في المجلد الثاني هاجمها في قوة وبراعة. وأوضح إن الموسوعة استمدت سيادة الحكومة من رضا المحكومين، وفي هذا، وفي نظر برتييه، خطر على الملكية الوراثية. وربما كان له أثر في وقف الموسعة عن الظهور (١٧).

وفي عدد إبريل من تريفو عرض لكتاب فولتير "بحث في العادات" فقال: إنه ليحزننا أن نرى مؤلفاً حياً نقدر مواهبه ونعجب بها ولكنه يسيء استغلالها في أكبر الأمور الأساسية. لقد رأى في كتاب فولتير محاولة لهدم الكنسية والدين ليشيد على إطلالهما كياناً فلسفياً، أو معبداً لإباحة الفكر، نذره للاستقلال عن كل سلطة، والهبوط بالعبادة والأخلاق والفضيلة إلى مجرد فلسفة علمانية بحتة بشرية. واتهم فولتير بتحيز أخزى المؤرخ، حيث عمي عمى يكاد يكود تاماً عن فضائل المسيحية وخدماتها، وصمم طائشاً على أن يلتمس لها الأخطاء في منجزاتها وأعمالها, وقال: إن فولتير أدعى أنه يؤمن بالله، ولكن من آثار كتاباته دعم الإلحاد. وفي نفس العدد من الصحيفة تحول برتييه إلى كتاب فولتير "العذراء-جان دارك" فنفذ صبره. وصاح: إن