وبناء على طلب كاترين الثانية ١٧٧٣ رسم ديدرو "خطة جامعة لحكومة روسيا". واستنكر مثل شالوتيه المنهج التقليدي في عبارات نسمعها نحن اليوم:
"لا يزال يدرس في كلية الآداب لغتان ميتتان لا يستخدمهما إلا نفر قليل من المواطنين، وهاتان اللغتان تدرسان لمدة ست أو سبع سنوات دون أن يحفظا. وتحت اسم البلاغة يدرس فن الكلام قبل فن التفكير، وتحت اسم المنطق يملأ الرأس بتفاصيل دقيقة من أرسطو … وتحت اسم الميتافيزيقيا تبحث نقاط تافهة معقدة تضع أساس التشكك والتعصب كليهما. وهناك تحت اسم الفيزياء نزاع لا حد له حول المادة ونظام العالم دون كلمة واحد عن التاريخ الطبيعي (الجيولوجيا والميبولوجيا). أو عن الكيمياء وعن حركات الأجسام وجاذبيتها. وهناك تجارب قليلة جداً. ولا تزال الدراسة التشريحية قليلة وليس هناك جغرافيا (٧٦).
ونادى ديدرو بسيطرة الدولة على التعليم وبمعلمين مدنيين، ومزيد من العلوم. فينبغي لان يكون التعليم عملياً يخرج الزراعيين والفنيين المتخصصين والأفراد العلميين والمديرين. ويجب ألا تدرس اللغة اللاتينية إلا بعد سن السابعة عشرة، ويمكن حذفها كلية إذا لم يتطلع الطالب إلى استخدامها. ولكن لا يمكن أن يكون الإنسان أدبياً دون معرفة باليونانية واللاتينية (٧٧). وحيث أن العبقرية قد تظهر في أية طبقة فينبغي أن تكون المدارس مفتوحة أمام الجميع دون أجر، ويجب أن يقدم الطعام للفقراء ويزودوا بالكتب بالمجان (٧٨).
وإذ هوجمت الحكومة الفرنسية على هذا النحو فأنها جاهدت لتفادي توقف التعليم نتيجة كطرد اليسوعيين، وخصصت الممتلكات المصادرة من الطائفة إلى حد كبير لإعادة تنظيم المدارس الخمسمائة في فرنسا. وجعلت هذه المدارس جزء من جامعة باريس. وحولت كلية لويس الأكبر إلى مدرسة للمعلمين لتدريب المدرسين، وحددت الرواتب على أساس بدا معقولاً.