وعلى الرغم من ذلك اختارت الأكاديمية لعضويتها تسعة من الفلاسفة في الانتخابات الأربعة عشر التي جرت فيما بين عامي ١٧٦٠ وفي ١٧٧٢، وجعلت دالمبير سكرتيرها الدائم.
والتهم النبلاء في ابتهاج مشوب بالعداء للدين كل ما قدمته لهم العقول القوية. وقال لاموث لانجون "كان الإلحاد سائداً إلى حد بالغ في المجتمع الراقي، وكان الإيمان بالله دعوة إلى الحماقة والسخف وانتشر الكفر والبعد عن الدين بين الأرستقراطية بعد ١٧٧١ (١٠٥). وكانت دوقة دانفيل ودوقات دي شوازيل وجرامونت ومونتسيون وتسي ربوبيات. وارتبط رجال من ذوي المناصب الرفيعة في الحكومة-مثل شوازيل وروهان وموريباس وبوفو وشوفيلين بأواصر الود والصداقة مع دالمبير وترجو وكوندورسيه. وفي الوقت نفسه أوضح الفلاسفة لفرنسا أن النظام الإقطاعي جاوز عمر الفائدة المرجوة منه، وأن الامتيازات الوراثية جور متحجر طال عليه الزمن، وأن صانع الأحذية الطيب خير من لورد مبذر لا يصلح لأي عمل، وأن كل السلطة مستمدة من الشعب.
وسرت العدوى حتى إلى رجال الدين. وفي ١٧٦٩ قاس تشامفورت درجة تزعزع الإيمان لدى رجال الدين تبعاً لتسلسل مراتبهم الكنيسة: "يجب أن يؤمن القسيس قليلاً، أما وكيل الكنيسة فيبتسم لأية قضية ثتار ضد الدين، ويسخر الأسقف دون تحفظ، ويضيف الكاردينال ملاحظة بارعة أو نكتة ساخرة من عنده (١٠٦). وعدد ديدرو ودي هولباخ مجموعة كهنة متشككين من بين أصدقائهم. وكان القسوسة تورني وفوشيه، وموري، ودي بولوني "من بين أكثر من يرددون آراء الفلاسفة"(١٠٧). وأنا لنسمع عن "جماعة القساوسة ذوي العقول الناضجة" وبعض هؤلاء الكهنة الأذكياء كانوا ربربيون، كما كان بعضهم ملحدين-وعاد مسلييه إلى الحياة. إن المركيز دي شاستللولكس أبلغ بريستلي حين كان يتناول العشاء مع ترجو ١٧٧٤ "إن السيدين الجالسين أمامه هما أسقف أكس ورئيس أساقفة