للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تولوز، ولكنهما ليسا أكثر إيماناً منك ومني، وأكدت له أني مؤمن. وأبلغني مسيولي روى الفيلسوف أني أنا الوحيد المدرك الواعي الذي عرف أنه مسيحي" (١٠٨).

وكان الإلحاد بعض الأصدقاء حتى في الأديار. وتجنباً للفضيحة والعامة كان دوم كولينيون يسمح لعشيقتيه بأن تكونا معه على المائدة حين يكون الضيوف الآخرون من الأصدقاء الموثوق بهم. ولك يكن يسمح لطائفة الرسوليين أن تتدخل في ملذاته، ولكنه أعتبر الديانة نظاماً جديراً بالإعجاب للحفاظ على الأخلاق عند العامة (١١٠). وتحدث ديدرو (١٧٦٩) عن يوم قضاه مع راهبين: "قرأ أحدهما المسودة الأولى لرسالة حديثة قوية جداً عن الإلحاد، زاخر بالأفكار الجديدة الجريئة. وعلمت في شيء من الدهشة أن هذه هي النظرية السائدة في أديارهم. وبالنسبة للبقية كان هذان الراهبان نموذجاً فذاً للأديار. وكانا يتحليان بالتفكير والمرح والانبهاج وحسن النية والمعرفة (١١٠).

ويروي لنا مؤرخ كاثوليكي غيور أنه في أواخر القرن الثامن عشر كان قد حل شعور بالاحتقار، مبالغ فيه، ولكنه عام شامل، في كل مكان، محل التبجيل الذي كانت الأديار الكبرى قد بثته في العالم الكاثوليكي (١١١).

إن ازدياد التسامح نتج أساساً من تدهور الإيمان الديني. فمن السهل أن نكون متسامحين إذا كنا غير مكترثين. إن نجاح فولتير في قضيتي كالاس وسيرفنس حرك عدداً من حكام الأقاليم إلى مطالبة الحكومة المركزية بتخفيف القوانين ضد البروتستانت، وتم هذا بالفعل ولم تلغ قوانين الهرطقة ولكنها كانت تطبق بشيء من الاعتدال. وترك الهيجونوت في سلام كما كان فولتير قد اقترح، وأبدى برلمان تولوز ندمه، بتطبيق مبدأ التسامح إلى حد أزعج الملك (١١٢). وأصدر بعض الأساقفة-مثل فيتز جيمس أسقف سواسون ١٧٥٧ - رسالة كهنوتية يدعو فيها كل المسيحيين إلى اعتبار الناس أخوة (١١٣).