"كانت أفكاري في شغل شاغل بالفتيات والنساء ولكن بطريقتي الخاصة. وقد أبقت هذه الأفكار حواسي في نشاط دائم مؤذٍ … وبلغ في التهيج مبلغاً جعلني ألهب رغباتي بأشد المناورات إسرافاً بعد أن عجزت عن إشباعها. فكنت ألتمس الأزقة المظلمة والأركان المنزوية، حيث أستطيع أن أتعرف عن بعد أمام أشخاص من الجنس اللطيف في الوضع الذي اشتهيت أن أكون عليه بقربهن. أو لم يكن ما رأيته مني هو عورتي-فذلك مل لم يخطر لي ببال، إنما كان العضو المثير للضحك (الأرداف). ولا يمكنني وصف اللذة الحمقاء التي استشعرها في تعريتها أما أعينهن. ولم تكن بين هذا وبين المعاملة المشتهاة (وهي الجلد) غير خطوة واحدة؛ ولست أشك أن امرأة حازمة كانت في مرورها مانحتي هذه المتعة لو إنني جرؤت على التمادي في فعلتي.
"وذات يوم ذهبت لأقف في مؤخرة حوش به بئر تستقي منه فتيات البيت … وعرضت عليهن مشهداً يثير الضحك أكثر مما يثير الغواية. أما أحكمهن فتظاهرن بأنهن لا يرين شيئاً؛ وبدأ بعضهن يضحكن، وأحس غيرهن بالإهانة فصحن مستغيثات".
ولكن واحدة منهن لم تتقدم للأسف لتجلده-وبدلاً من ذلك حضر حارس يحمل سيفاً ثقيلاً وله شارب رهيب، ومن خلفه أربعة عجائز أو خمس مسلحات بالمكانس. أما روسو فنجا بأن قال في تعليل مسلكه أنه "شاب غريب من أسرة كريمة إلتاث عقله" ولكن ماله قد يمكنه ف المستقبل من مكافأتهم على غفرانهم فعلته، "وتأثر الرجل المرعب" وخلى سبيله، الأمر الذي أسخط العجائز غاية السخط (٢٢).
وكان خلال ذلك قد وجد وظيفة تابع يرتدي زي الخدم في بيت مدام دفرسللي، وهي سيدة تورينية لهالا نصيب من الثقافة. هناك اقترف جريمة أثقلت ضميره طوال عمره. ذلك أنه سرق شريطاً من أشرطة المدام الزاهية الألوان، فلما أتهم بهذه السرقة ادعى أن خامة أخرى أعطته