الشريط. ووبخته الخادمة-ماريون-البريئة تماماً من السرقة توبيخاً انطوى على نبوءة، فقالت له "إيه يا روسو، ظننتك ذا طبيعة خيرة. أنك تجعلني غاية في التعاسة، ولكنني لا أرضى أن أكون في موقفك (٢٣) ". وطرد كلاهما، ويضيف روسو في اعترافاته:
لست أدري ما أصاب ضحية افترائي هذا، ولكن كان الاحتمال ضعيفاً جداً في أن تجد لها وظيفة حسنة بعد ذلك، لأنها عانت من تهمة مؤذية لسمعتها من جميع الوجوه … ولقد الذكرى الأليمة لهذا العمل .. تثقل ضميري إلى اليوم، وفي وسعي أن أكون صادقاً أن رغبتي في التخفيف من ألم هذه الذكرى شاركت كثيراَ في تصميمي على كتابة اعترافاتي (٢٤).
وقد تركت تلك الشهور الستة التي عمل فيها خادماً بصمتها على خلقه، فهو لم يصل قط إلى احترام نفسه رغم كل وعيه بعبقريته: شجعه قسيس شاب لقيه وهو يخدم مدام دفرسللي على الاعتقاد بأن في استطاعته التغلب على أخطائه إذا حاول مخلصاً القرب من أخلاقيات المسيح. وقال السيد جيم هذا إن أي دين صالح مادام يشيع السلوك المسيحي؛ ومن ثم فقد أومأ إلى أن جان-جاك يكون أهنأ بالاً إن هو عاد إلى مسقط رأسه ومذهبه الأصلي. وقد استقرت هذه الآراء "لرجل من أفضل عرفت من الرجال" طويلاً في ذاكرة روسو، وأوحت إليه بصفحات مشهورة في كتابه "إميل". وبعد عام التقى في مدرسة سان-لازار اللاهوتية، بقس آخر هو إذ الأبيه جاتييه، رجل له "قلب يفيض رقة وحناناً" فاته الترقي بأنه كان سبباً في حمل عذراء في أبرشيته. يقول روسو معقباً "لقد كانت هذه الفعلة فضيحة رهيبة في أسقفية شديدة التزمت، لا يصح فيها أبداً للقساوسة (الخاضعين لتنظيم حسن) أن يكون لهم أبناء-إلا من نساء متزوجات (٢٥) ". ومن "هذين القسيسين الفاضلين ألفت شخصية قسيس سافوا".