روحها. ووافق على تسوية سخية؛ وورثت هي ثروة عمها، فاحتفظت بلاشيفريت، وحاولت أن تنسى تعاستها في الحدب على طفليها ورعاية صديقاتها. فلما أصيبت إحداهن-وهي مدام دجوللي-بالجدري إصابة مميتة ذهبت لويز لتمرضها، ومكثت معها إلى النهاية، معرضة نفسها لعدوى قد تؤدي بها أو تشوهها مدى الحياة.
وأجمعت صديقاتها على أن يحسن بها أن تتخذ عشيقاً. وجاء عشيق (١٧٤٦) وهو دوبان دفرانكوي، الرجل الذي وظف روسو عنده. وقد بدأ بالموسيقى، وانتهى بالزهري، ولم يلبث أن شفي من هذا الداء في حين ظلت هي تعاني منه (١٥٦). وانضم إلى زوجها في اقتسام الآنستين دفيريير. وقال لها دوكلو في صراحة جافية "أن فرانكوي وزوجك يقتسمان الأختين فيما بينهما (١٥٧) ". فأصيبت بحمى وهذيان داما ثلاثين ساعة. وحاول دوكلو الحلول محل دوبان، ولكنها طردته. ثم كانت مأساة أخرى حين أعطتها مدام دجوللي وهي على فراش الموت حزمة أوراق تفضح غرامياتها وألحت عليها في أن تحرقها، ففعلت. واتهمها المسيو دجوللي بأنها أحرقت عن عمد شهادات مديونيتها هي له. وأنكرت التهمة ولكن القرائن كانت ضدها، إذ كان معروفاً أنها كانت تعين زوجها بالمال رغم انفصالها عنه.
في هذه الأزمة دخل جريم الدراما، وكان روسو قد قدمه إلى لويز في ١٧٥١، وكثيراً ما اشترك ثلاثتهم في عزف الموسيقى أو الغناء معاً. وذات مساء في حفلة أقامها الكونت فون فريزن أعرب أحد الضيوف عن اعتقاده بأن مدام ديينيه مذنبة .. ودافع عنها جريم، واحتد النقاش إلى حد المساس بالشرف، وتبارز صاحب الاتهام والمدافع، فجرح جريم جرحاً طفيفاً. بعد حين وجدت الوثائق المفقودة، وبرئت ساحة السيدة، فشكرت جريم باعتباره "فارسها الهمام" ونمى تقدير الواحد منهما لصاحبه فاكتمل جباً من أبقى وأثبت ما شهده ذلك العصر القلب. وحين أتلف الحزن صحة البارون دولباخ لموت زوجته، وسافر جريم