نظير معونات مالية من إنجلترا، بأن تحتفظ بجيش من ٥٥. ٠٠٠ مقاتل في ليفونيا، وعلل الإنجليز أنفسهم بأن هذا الجيش سيعوق فردريك عن أي مغامرات توسعية صوب الغرب.
ولكن كيف تتصرف إنجلترا مع فرنسا؟ لقد ظلت فرنسا عدواً لها مئات السنين، وما أكثر ما أثارت فرنسا أو مولت الأعمال العدائية التي قامت بها اسكتلندا ضد إنجلترا؛ وكم من مرة تأهبت لغزو الجزر البريطانية أو هددت بهذا الغزو. وقد أصبحت فرنسا الآن الدولة الوحيدة التي تتحدى بريطانيا في البحار أو المستعمرات؛ ولو أن بريطانيا ألحقت بفرنسا هزيمة لظفرت بمستعمراتها في أمريكا والهند، ودمرت بحريتها أو شلت حركتها، وعندها لن تكون الإمبراطورية البريطانية آمنة من الخطر فحسب، بل سيداً غير منازع. كذلك كان وليم بت الأب يجادل البرلمان يوماً بعد يوم، بأبلغ ما سمع ذلك المحفل طوال عمره من خطب الخطباء ولكن أيمكن أن تهزم فرنسا؟ وقال بت، أجل، وذلك بحلف بين بروسيا وإنجلترا. وأليس خطراً كبيراً أن يسمح لبروسيا بأن تزداد قوة على قوة؟ وأجاب بت: لا، فإن لبروسيا جيشاً عظيماً سيساعد إنجلترا، بناء على هذه الخطة، على حماية هانوفر، ولكن ليس لها بحرية، ومن ثم لم تقوى على منافسة بريطانيا في البحر، وبدا أن من الأحكم أن يسمح لبروسيا البروتستانتية بالحلول محل فرنسا الكاثوليكية، أو النمسا الكاثوليكية، قوة "غالبة في القارة"، إن كان في هذا تمكيناً لبريطانيا من "أن تسود البحار" وتستولي على المستعمرات. وأي انتصارات يحرزها فردريك في أوربا من شأنها أن تدعم قوة إنجلترا وراء البحار، ومن هنا تفاخر بت بأنه سيكسب أمريكا والهند على ساحات القتال في القارة. فستقدم إنجلترا المال، ويخوض فردريك معارك اليابسة، وتكسب إنجلترا نصف العالم. ووافق البرلمان، وعرضت بريطانيا على بروسيا ميثاقاً للدفاع المشترك.
واضطر فردريك لقبول هذه الخطة، لأنه تطور الأحداث حجب