بهاء انتصاراته. كان يعلم أن فرنسا تحاول التقرب من فرنسا، فلو أن فرنسا والنمسا ومعهما روسيا أيضاً؛ وهو وضع أسوأ-اتحدت ضده لما استطاع أن يقاومها كلها، وفي مأزق كهذا لن يقوى على نجدته غير إنجلترا. ولو أبرم الميثاق الذي عرضته عليه إنجلترا لاستطاع أن يطالبها بمنع روسيا من مهاجمته ولو كفت روسيا لجاز ثني النمسا عن الحرب. وهكذا وقع فردريك في ١٦ يناير ١٧٥٦ معاهدة ويستمنستر، التي تعهدت فيها إنجلترا وبروسيا بمعارضة دخول الجيوش الأجنبية إلى ألمانيا، وكان الحلفان يأملان أن تحمي هذه المادة الوحيدة بروسيا من روسيا، وهانوفر من فرنسا.
وشعرت فرنسا، والنمسا، وروسيا جميعاً أن هذه المعاهدة خيانة من حليفتهم. صحيح إنه لم يحدث إنهاء رسمي للحلفين اللذين ربطا إنجلترا بالنمسا، وفرنسا ببروسيا، في حرب الوراثة النمساوية. وصعقت ماريا يريزا-كما قالت للسفير البريطاني-حين علمت أن أصدقائها الإنجليز أبرموا ميثاقاً مع "الخصم اللدود المقيم لشخصي ولأسرتي (٣) ". وشكا لويس الخامس عشر من أن فردريك خدعه. ورد فردريك من أن المعاهدة دفاعية بحتة وينبغي ألا تسيء إلى أي قوة لا تنوي الإساءة. أما مدام دبومبادور، التي كانت تختار الوزراء الفرنسيين وتهيمن عليهم، فقد تذكرت أن فردريك كان قد اتهمها بإيداع المبالغ الطائلة في المصارف البريطانية، وسماها "الآنسة سمكة Cotillon Iv, La Demoiselle Poisson" ( الجونلة الرابعة-أي رابعة خليلات لويس الخامس عشر). وأما لويس فقد تذكر أن فردريك سخر من أخلاق ملك فرنسا السوقية. ووقع هذا الخذلان لفرنسا على رأسها في وقت كانت فيه جيوشها مرهقة، وخزائنها خاوية، وبحريتها بادئة فقط بالإفاقة من الإهمال الذي لقيته في وزارة الكاردينال فلوري المسالمة. ففي ١٧٥٦ كان لفرنسا خمس وأربعون بارجة، وإنجلترا مائة وثلاثون بارجة (٤)، وكان تموين البحرية تعوقه الرشوة والسرقة، ونظامها تفسده ترقية غير الأكفاء من ذوي الألقاب ترقية مثيرة للسخط كما يفسده