للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لتضرب العدو من الجنب فتشيع الخلل في خط دفاعه. وتظاهر فردريك بأنه يوجه أقوى ضغوطه إلى الميمنة النمساوية، فأضعف الأمير شارل مسيرته تعزيزاً للميمنة، وهنا صب فردريك خيرة رجاله فوق الميسرة التي تناقصت، فدمرها، ثم انقلب ليهاجم الجناح الأيمن في جيشه، بينما هبط الفرسان البروسيون على الجناح ذاته من مخبئهم في التلال. وانتصر النظام على الفوضى، فسلم النمساويون أو لاذوا بالفرار، وأسر منهم ٢٠. ٠٠٠ - وهو صيد لم يسبق له نظير في (تاريخ الحرب (٤٢))، وترك ٣. ٠٠٠ آخرون قتلى، ووقعت ١١٦ قطعة من قطع المدفعية في أيدي البروسيين. كذلك كانت خسائر البروسيين كبيرة-١. ١٤١ قتلى، و ٥. ١١٨ جرحى، و٨٥ أسرى. فلما انتهت المذبحة شكر فردريك قواده قائلاً: (هذا اليوم سيذيع اسمكم واسم أمتكم إلى آخر الدهر (٤٣)).

وواصل المنتصر انتصاره في عزيمة صادقة ليسترد سيليزيا. فلم يمضِ يوم على المعركة حتى حاصر جيشه الحامية النمساوية في برزلاو. وأقام قائدها شبريشر اللافتات في أرجاء المدينة ينذر فيها بالموت الناجز كل من يهمس بكلمة تسليم، ولكن لم ينق اثنا عشر يوماً حتى سلم (١٨ ديسمبر) واستولى فردريك هناك على ١٧. ٠٠٠ أسير وعلى مخازن حربية ثمينة. وما لبثت سيليزيا أن عادت كلها إلى قبضة البروسيين باستثناء شفايدنتز ذات الحامية الكبيرة الحصون المنيعة. وأعتكف الأمير شارل في ضيعته بالنمسا بعد أن وجد نفسه ذليلاً أمام لوم داون الصامت، ونصح رنيس وغيره من الزعماء الفرنسيين لويس الخامس عشر بعقد الصلح ولكن دبومباور تغلبت عليهم، وأحلت الدوق دشوازيل وزيراً للشؤون الخارجية محل برنيس (١٧٥٨)، بيد أن فرنسا فقدت حماستها للحرب إذ خامرها الشعور بأنها تحارب دفاعاً عن النمسا بينما تضحي بمستعمراتها. أما ريشليو فلم يبد حماسة تذكر، ولا رغبة صادقة في مواصلة الإفادة من ميزته في هانوفر، بحيث استدعي من قيادة الجيش (فبراير ١٧٥٨) وعين بدلاً منه الكونت دكليرمون، وهو رئيس دير صرح له البابا بأن