يحتفظ بدخل منصبه الديني وهو يلعب دور القائد (٤٤). وأخلى الفرنسيون هانوفر أمام خطى الزحف المصممة التي تقدم بها الدوق فريناند البرنزويكي، فسلموا له ميدن في مارس، وما لبثت وستفاليا كلها أن حررت من قبضة الفرنسيين الذين بغضوا الشعب فيهم هنا أيضاً بأعمال النهب والتدمير (٤٥). وزحف فريناند غرباً وهزم قوة كليرمون الرئيسية بقوة لا تزيد على نصف رجال العدو في كريفيلد على الرين (٢٣ يونيو)، وسلم كليرمون موقعه للدوق دكونتا، وانظم سوبيز إلى الجيش المهزوم بإمداد فرنسية جديدة وفلول من مقاتلي معركة روسباخ، وأمام هذه القوة المتحدة تقهقر فرديناند إلى مونستر وبادربورن.
وتشجعت إنجلترا بموسم الانتصارات هذا، فأمرت (١١ إبريل) معاهدة ثالثة مع فردريك، ووعدته فيها بمعونة قدرها ٦٧٠. ٠٠٠ جنيه قبيل أكتوبر، وتعهدت بعدم إبرام صلح منفرد (٤٦). وفرض فردريك أثناء ذلك ضرائب على سكسونيا وغيرها من الأقاليم التي فتحها، مسوياً في ذلك بينهما وبين بروسيا التي أرهقت بالضرائب: وأصدر عملات مغشوشة، واستأجر (كفولتير) الماليين اليهود ليعقدوا له صفقات رابحة بالعملة الأجنبية (٤٧). فما حل ربيع ١٧٥٨ حتى كان قد أعاد بناء جيشه فأبلغه ١٤٥. ٠٠٠ مقاتل. وفي إبريل هاجم شفايدنتز واستردها، وتحرك صوب الجنوب على رأس ٧٠. ٠٠٠ مقاتل إلى أولموتز في موافيا متحاشياً الالتقاء بالجيش النمساوي الرئيسي (الذي نظم من جديد تحت قيادة داون) وعلل نفسه بالزحف على فيينا ذاتها إذا استطاع الاستيلاء على هذا الحصن النمساوي.
ولكن في نحو هذا الوقت ذاته اكتسح ٥٠. ٠٠٠ روسي يقودهم كونت فيرمور بروسيا الشرقية وهاجموا كوسترين، التي لا تبعد عن برلين شرقاً سوى خمسين ميلاً، وترك فردريك حصار أولموتز وهرع إلى الشمال على رأس ١٥. ٠٠٠ مقاتل. وفي الطريق نمى إليه نبأ مرض