فلهلميني الذي بلغ مرحلة التأزم، فتوقف في جروسباو ليرسل لها رسالة قلقة قال فيها "يا أعز أهلي، يا اقرب إلى قلبي في هذه الدنيا-لأجل كل ما هو غالٍ عزيز لديك، احتفظي بحياتك، ودعيني أتعزى بذرف الدموع على صدرك"(٤٨).
وبعد أن واصل السير أياماً وليالي انظم إلى قوة بروسية يقودها الكونت تسودونا قرب كوسترين. وفي ٢٥ أغسطس ١٧٥٨، وبقوة قوامها ٣٦. ٠٠٠ رجل التقى بجيش فيرمور وعدته ٤٢. ٠٠٠ روسي عند تسورندورف. واستحال عليه هنا استعمال تكتيكه المفضل، وهو الهجوم على الجناح، بسبب الأرض المليئة بالمنافع، وتبين أن فيرمور لا يقل عن فردريك براعة في القيادة وقاتل الروس ببسالة وإصرار ندر أن عرفها البروسيون في النمساويين أو الفرنسيين وكسب سيدلتز وفرسانه ما أمكن أن يقع لهم من أمجاد يوم تنافس فيه العدوان في التقتيل. وتقهقر الروس في نظام حسن تاركين ٢١. ٠٠٠ بين قتيل وجريح وأسير؛ وخسر البروسيون ١٢. ٥٠٠ بين قتيل وجريح و١. ٠٠٠ أسير.
ولكن منذا الذي يستطيع مواصلة القتال على كل هذه الجبهات في وقت واحد؟ بينما كان فردريك في الشمال قاد داون جيشه إلى نقطة اتصل فيها بالفرق الإمبراطورية، وشرع الآن في حصار درسدن التي كان فردريك قد ترك فيها حامية بقيادة الأمير هنري. وزحفت قوة من ١٦. ٠٠٠ سويدي مخترقة بومرانيا، وانضمت إلى الروس في تدمير شطر كبير من إمارة برندنبورج، وربما استطاعت معهم تهديد برلين ثانية. ودخل جيش جديد من ٣٠. ٠٠٠ نمساوي ومجري، يقودهم الجنرال هارش، سيليزيا واتجه إلى برزلاو. بسرعة اثنين وعشرين ميلاً في اليوم مخترقاً بروسيا إلى سكسونيا، وبعد أن أعاد تنظيم جنوده الذين ثبطت همتهم وأخذوا الآن يتمردون، فوصل إلى صهره المحاصر في القوت المناسب لثني داون عن الهجوم وبعد أن أراح رجاله أسبوعين، انطلق ليطرد هارش من سيليزيا وعند هوكيرش بسيليزيا سد عليه داون الطريق. فضرب فردريك خيامه قرب العدو، وانتظر