وظلت الانحرافات، والمطبوعات الفاجرة، والبغاء على ما عهدنا. كان القانون الفرنسي ينص على الإعدام عقاباً للواط، وحدث فعلاً أن لوطيين أحرقا في ميدان جريف عام ١٧٥٠ (٩). ولكن القانون كان عادة يتجاهل اللواط الاختياري بين البالغين (١٠). وكانت الأخلاق الاقتصادية على حالها اليوم، وليلاحظ القارئ الفقرة الواردة في كتاب روسو "إميل"(١١). (١٧٦٢) عن غش الطعام والخمور. وكانت الأخلاق السياسية على حالها اليوم، كان هناك الكثيرون من خدام الشعب المخلصين (مالزيرب، وطورجو، ونكير)، ولكن كثيرون أيضاً ممن وصلوا إلى مناصبهم بالمال أو الاتصالات، وأثروا في المنصب متجاوزين في ذلك نص القانون. وعاش كثيراً من النبلاء العاطلين عيشة الترف على دماء فلاحيهم، ولكن بر الحكومة الأفراد بالناس كان كثيرا.
وكان فرنسيو القرن الثامن عشر في جملتهم شعباً لطيفاً رغم ناموس من الأخلاق الجنسية انتهك المعايير المسيحية بصراحة. فأنظر كم من الناس خفوا لنجدة روسو وتعزيته رغم صعوبة إدخال البهجة على نفسه؛ وكثيراً ما كان هؤلاء القوم الكرام ينتمون إلى الطبقة الأرستقراطية التي سبها. وكانت الشهامة قد اضمحلت في علاقة الرجل بالنساء، ولكنها ظلت حية في معاملة الضباط الفرنسيين لأسرى الحرب الذين من طبقتهم. كتب سموليت الخصم النزق في رحلة له بفرنسا عام ١٧٦٤ يقول:"إني أخص الضباط الفرنسيين بالاحترام لشهامتهم وبسالتهم، ولاسيما للروح الإنسانية السمحة التي يعاملون بها أعداءهم، حتى وسط أهوال الحرب (١٢) ". وقد صور جويا قسوة الجنود الفرنسيين على العامة الأسبان في حروب نابليون، ولكنه كان في أغلب الظن مبالغاً. وما من شك في أن الفرنسيين كانوا يستطيعون أن يكونوا غاية في القسوة، ربما لأنهم تعلموا القسوة من الحرب وقانون العقوبات، كانوا صخابين يميلون للمشاجرات على نحو ما يفعل طلاب الكليات الذين يهاجمون خصومهم بالمدي، وللمشاغبات في الشوارع بديلاً عن الانتخابات، فيهم عنف ونهور، يندفعون إلى الخير أو الشر دون أن يضيعوا وقتاً في التروي. وفيهم شوفينية (غلو في الوطنية) لا يستطيعون أن يفقهوا لم كان سائر