للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البشر من الهمجية بحيث يتحدثون بلغة غير فرنسية. وقد أبت مدام دنيس أن تتعلم الكلمة الإنجليزية "الخبز"-لم لا يستطيعون كلهم أن يقولوا Pain؟ (١٣) ولعلهم أحبوا مجد وطنهم أكثر مما أحبه أي شعب آخر. وعما قليل سيموتون بالألوف المؤلفة وهم يهتفون "يحيى الإمبراطور".

وقد بز الفرنسيون بالطبع غيرهم من الشعوب في آداب السلوك. صحيح إن تقاليد الأدب التي أرسيت في عهد لويس الرابع عشر لوثها النفاق، والكلبية، والسطحية، ولكنها ظلت في جوهرها حية، وأضفت على الحياة بين الطبقات المتعلمة كياسة لا قدرة لأي مجتمع أن يضارعها اليوم. قال كازانوفا "إن في الفرنسيين أدباً جماً وتلطفاً كثيراً يجذب إليهم المرء للتو" ولكنه أضاف أنه لم يستطع قط أن يثق بهم (١٤).

وقد تفوقوا على غيرهم من الشعوب في النظافة، فأصبحت في المرأة الفرنسية إحدى الفضائل الأساسية التي تمارسها حتى الموت. وكان من حسن الأدب نظافة الملبس وأناقته. وكان رجال الحاشية ونساؤها يخرجون أحياناً على أصول الذوق السليم بالإسراف في اللبس الفاخر أو الغلو في تصفيف شعورهم. وأرسل الرجال شعورهم في ضفائر، وهي عادة استهجنها المرشال دساكس لخطرها في الحرب لأنها تمكن العدو من صاحب الشعر؛ ثم يبدرون الشعر بنفس العناية التي يبدر بها نساؤهم شعورهن. وغالت النساء في رفع شعورهن حتى خشين الرقص مخافة أن يلتقطن النار من الثريات. وقد قدر زائر فرنسي أن ذقن إحدى السيدات الفرنسيات يقع تماماً في منتصف المسافة تماماً بين قدميها وقمة شعرها (١٥). وجنى الحلاقون الأموال الطائلة بكثرة تغيير موضات الشعر. ولم تمتد النظافة إلى شعر المرأة، لأن تصفيفه كان يستغرق الساعات، واحتفظت جميع النساء-إلا أشدهن غلواً في التبرج-بنفس التسريحة أياماً دون أن يمسها مشط. وحملت بعض السيدات مكاشط من العاج، أو الفضة، أو الذهب، يحككن بها رؤوسهن في رشاقة ساحرة.

وكان ماكياج الوجه معقداً تعقيده اليوم. كتب ليويولد موتسارت إلى