والفنانين، وظن أنه لولا الثروة لما كان هناك فن عظيم. (٦٣) وحين نشر "ميثاق" ميزلييه الملحد-الشيوعي، حذف القسم المعارض للملكية. وقد آمن أنه ما من نظام اقتصادي يستطيع النجاح بغير حافز التملك. "إن روح التملك تضاعف من قوة الإنسان"(٦٤) وكان يأمل أن يرى كل إنسان يملك ملكاً، وبينما كان روسو يبارك القنية في بولندا كتب فولتير يقول "إن بولندا يمكن أن يزداد سكانها وثروتها ثلاث مرات لو لم يكن فلاحوها أقناناً"(٦٥). على أنه لم يحبذ أن يصبح الفلاحون أغنياء، فمن إذن يوفر للدولة جندها الأقوياء؟ (٦٦).
ولم يشاطر روسو تحمسه للمساواة؛ فهو يعلم أن الناس كلهم يُخلقون غير أحرار ولا متساوين. ورفض فكرة هلفتسيوس القائلة بأنه لو أتيح للناس كلهم التعلم والفرص المتكافئة، لأصبح الجميع بعد قليل متساويين في التعليم والقدرات. "يالها من حماقة أن نتصور أن في استطاعة كل إنسان أن يصبح نيوتنا! "(٦٧) فسوف يكون هناك دائماً الأقوياء والضعفاء، والأذكياء والبسطاء، وإذن الأغنياء والفقراء.
"يستحيل في دنيانا الكئيبة منع الناس الذين يعيشون في مجتمع من أن ينقسموا إلى طائفتين-الأغنياء الآمرين، والفقراء الذين يأتمرون .... ولكل إنسان الحق في أن يكون له رأيه الخاص في مساواته مع غيره، ولكن لا يستتبع هذا أن طباخ الكردينال ينبغي أن يأخذ على عاتقه أن يأمر سيده بتجهيز طعامه. على أن للطباخ أن يقول "أنني إنسان كسيدي سواء بسواء، فقد ولدت مثله بالدموع، وسأموت مثله في عذاب … فكلانا يؤدي الوظائف الحيوانية نفسها. وإذا استولى العثمانيون على روما فأصبحت كردينالاً وأصبح سيدي طباخاً، فأنني سأدخله في خدمتي" وهذه اللغة معقولة ومنصفة جداً، ولكن، إلى أن يستولي السلطان العثماني على روما لابد للطباخ من أن يؤدي واجبه وإلا انهار المجتمع الإنساني كله. (٦٨)
ولما كان ابن موثق، ولم يصبح سيداً إقطاعياً إلا مؤخراً، فقد كان له