للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرى غير بوذية، ولكننا لم يصلنا شيء من رسومه الموثوق بنسبتها إليه (١). وكتب ثلاث رسائل في التصوير بقيت بعض أجزائها إلى اليوم. ومن أقواله: أن أصعب التصوير تصوير الرجال، ويلي الرجال في الصعوبة تصوير المناظر الطبيعية ثم تأتي بعدهما الخيل والآلهة (٧٢). وكان يصر على أنه فنان وفيلسوف معاً. ولما رسم صورة للإمبراطور كتب تحتها: "ليس في الطبيعة شيء عال لا ينحط بعد قليل … فالشمس إذا بلغت كبد السماء أخذت في الانحدار، والقمر إذا كمل وصار بدراً بدأ يتناقص. وتسنم المجد لا يقل صعوبة عن بناء جبل من حبات التراب؛ أما التردي في الهلاك فسهل كانسياب اللولب المشدود" (٢)، وكان معاصروه يعدونه أعظم رجال زمانه في ثلاث نواح: في التصوير وفي الفكاهة وفي البلاهة (٧٤).

وازدهر التصوير في بلاط الأباطرة من أسرة تانج، ومن الأقوال المؤيدة لهذا قول دوفو: "إن المصورين ليبلغون من الكثرة عدد نجوم الصباح، ولكن الفنانين منهم قليلون" (٧٥).

وكتب جانج ين - يوان في القرن التاسع عشر كتاباً سماه: عظماء المصورين في جميع العصور وصف فيه أعمال ثلاثمائة وسبعين فناناً، ويقول فيه: إن الصورة التي يرسمها أحد أساتذة التصوير كانت تدر عليه وقتئذ نحو عشرين ألف أوقية من الفضة، ولكنه يحذرنا فيما بعد من أن نقدر الفن بالمال ويقول: "إن الصور الجميلة أعظم قيمة من الذهب واليشب، أما الصور الرديئة فلا تساوي الواحدة منها شقفة".


(١) ويعزو له سدنة المتحف البريطاني ملفاًً جميلاًً وإن يكن حائل اللون عليه خمسة رسوم تصور حياة نموذجية لأسرة من الأسر (٧٠)، ويحوي هيكل كنفوشيوس في تشوفو نقشاًً على حجر يقول ناقشه إنه حذا فيه حذو جوو. ويحوي معرض فرير Freer في واشنجتن نسختين من كتابات تعزى إليه.
(٢) اقرأ هذا المعنى نفسه في مقال بيكن "في المنصب الرفيع" أو ترجمة هذا المقال في الجزء الثاني من مقالات مختارة من اللغة الإنجليزية. (المترجم).